تتراكم فوق بعضها وكأنها تزدحم لتطلب ود طفلاً أبى إلا أن يفرح معها ليوم العيد،تتلقفها أيدي المشترين والباعة إيذاناً ببدأ موسم الإنفجار البريئ، يكرر الصغير النظر (للشحات) مبتسماً ممسكاً بثوب أبيه خوفاً ألا يضيعه في زحمةالسوق وألاتُنسى مطالبته (بالشحات) الونيس، عينيه الصغيرتين لاتكاد تفارق منظر (الشحات) وهي تصطف أمام المتسوقين حتى ولوجذبتهم هو وأبيه مغريات السوق الاسبوعي مداها فستبقى سرقات النطر حاظرة بين الفينة والأخرى ، إنه السوق الشعبي الذي يكاد أن يكون مهرجان اسبوعي فيه النشاطات الاجتماعية والثقافية والتسويقية مشرعة وبلا تنسيق مدروس أو دعوات لأهل الجاه والمنصب فالكل سيأتي ليأخذه نصيبه، يتوافد لهذا اليوم من كل اسبوع تجار الجملة والقطاعي وطالبي الرزق، الثمانينيات وماجاورها الميلادية ورجالها شاهدين على العصر وسوق (الربوع) بكل مافيه من حكايات وضحكات الكل فيه يعرف بعضه البعض وإذا صادف وهناك غريب فلن تستمر الغربه أكثر من وقفة مع أول صاحب (غشه) في بداية السوق، لك أن تتخيل عزيزي المنبهر من تطبيقات اليوم التي تأتي بكل شيئ إلى باب بيتك أن هذا السوق أيضاً فيه كل ما تطلبه ولكن بشيئ من النقاء!
ينتصف نهار السوق الذي يستمر إلى الظهر فيزيد قليلاً أو ينقص ولازال صغيرنا يأمل في ساعة الحسم ليحتضن (الشحات) ولكن بعد أن ينتهي والده وحبيبه وقدوته من تبادل الأخبار وملحقاتها مع (المتسوقة)وبعد أن تطمئن النفس بأنهم شاهدوا واشتروا كل مايخصهم،
يشير الأب الحنون إلى طفله الرجل بأن عليهم أن يذهبوا إلى بائعة (الخمير) وهو الخبز المفضل لأهل تهامة قبل أن يُجهز مايسمى بالقولون على غالبية أهل الأرض فهو لذيذ وشهي ولكن فيه من الحموضة مايجعل بقية النهار بعد التلذذ به ليس على مايرام، وبعد أن يستسلما لمائدة الفطور في زاوية السوق حيث المطعم ذو السواري المستديرة المسقوفة بأي شي ماعدا الصبه الاسمنتيه!
في هذا التجمع المليئ بمالذ وطاب من الشدخ والحنيذ والسمن والعسل وما المانع من علبة (التونه) لمن لم تسعفه مخابئه ومع هذا تستمر الضحكات من الكل بكل برائه، وماالمانع أيضاً من المشاركة اللطيفة من الطاهيات ضحكاََ وممازحة بكل فطرة سليمة طبعاََ!
وبعد ذلك تأتي لحظة (الشحات) التي لااعرف إلى الآن لماذ سميت بهذا الاسم، وقدسميت لاحقاً من قبل جيلنا الحالي الجميل (الطراطيع) فرح الصغير بها وفرح اباه معه لأنه رأى في عينيه الرضا، وبذلك اكتمل الإستعداد التام للفرح ،إنه عيد بهيج للأطفال والكبار الكل فرح ، ربما حتى الآن هناك الكثير من السعادة ولكن ليست كأعياد الطيبين ، كل عام وانتم سعداء.
التعليقات
اترك تعليقاً