عممت إدارة التوجيه الطلابي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض على مكاتب التعليم وفي المدارس الحكومية (بنين) , بالسماح للمعلمين بتقديم دروس خصوصية للطلاب في الفترة المسائية بالمدارس والمنازل (صحيفة مكة) .

طبعا بعد وضع الكثير من الضوابط والتي لا يعدو عن كونها مجرد وضع فاصلة مكان نقطة أو شيء من هذا القبيل .

دروس خصوصية , تقوية , إثرائية سموها كما شئتم . لكن القاسم المشترك الذي يجمع بينهم هو شرعنة التدريس غير الرسمي .

ناهيك عن كونه اعتراف بوجود خلل في توصيل المعلومة إلى الطالب , قد يكون ذلك عائد إلى المعلم أو الطالب أو المنهج ولكن كل بحاجة إلى دليل وإثبات .

الحقيقة لا أعرف هل المدرس الذي لم ينجح في إيصال المعلومة إلى الطالب في الفترة الصباحية , حيث يكون الطلاب في ذروة نشاطهم , هل يكون بمقدوره إيصال المعلومة في الفترة المسائية حيث يكون التركيز لدى الطالب في أضعف حالاته (وقت ميت) .

إذا تم السماح بالدروس الخصوصية سوف تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول الأمر إلى (بيزنس) , ونجاح الطالب سوف يكون (رهن) بالتحاقه بها لن تنجح أي ضوابط في كبح جماح التعليم الخصوصي .

في دول شرق آسيا (اليابان , كوريا الجنوبية ..) , نجد أن الالتحاق في الدروس الخصوصية يهدف إلى اجتياز الامتحانات , والتي تعد (البوابة) إلى المزيد من التعليم والتقدم , بينما في الدول النامية نجد أن المحرك الرئيسي لطلب الدروس الخصوصية هو فشل المنظومة التعليمية , وأيضا لأسباب اجتماعية ليس لها علاقة في التعليم .

أعتقد أن وزارة التعليم يجب عليها أن تضع تحت المجهر كل المدارس التي يلتحق فيها الطلاب بأعداد كبيرة من الطلاب بالدروس الخصوصية .

وأن يكون لذلك دور في تقييم المدرسة والمدرس (نقاط سلبية) , بحيث تكون لها تأثير على تقويم الأداء الوظيفي (العلاوة) , وأيضا على الجهاز الإداري (التغيير) .

شرعنة الدروس الخصوصية سوف يستنزف ميزانية الأسرة , بحيث أن كل فرد من أفرادها لا بد أن يلتحق فيها كي يضمن النجاح عفوا (المجموع) ؟! .

الدروس الخصوصية لن تساهم في زيادة التحصيل العلمي لدى الطلاب , بل سوف تساعد في قتل روح البحث والتنقيب لديه , وعدم القدرة على الاعتماد على الذات , وتحوله إلى طالب اتكالي لا يثق في نفسه وقدراته , ويعتمد على الحلول الجاهزة .

وهذا قد يستمر معه حتى قي حياته المهنية وحتى الزوجية .

إذا كان ولا بد من الدروس الخصوصية فلا بد أن تكون أسئلة الإختبارات الفصلية مركزية بحيث تضعها كل إدارة بسرية تامة .

هناك أنباء متداولة عن إيقاف العمل بقرار السماح بدروس التقوية حتى إشعار آخر (الميدان التعليمي) .

أعتقد أن هذا القرار هو عين الصواب لأن الدروس الخصوصية باب إذا تم فتحة لن يستطيع أحد ضبطه أو حتى إغلاقه , الحل المثالي يكمن في تسجيل الدروس الخصوصية على أيدي أفضل المدرسين , ومن ثم تحميلها على الأنترنت بحيث يستطيع الطالب أن يشاهدها في أي وقت يناسبه .