الصراع على الطرق البرية والممرات المائية في العالم
بعد أن شهد العالم تأسيس العديد من التكتلات الاقتصادية التي كانت تستهدف بالأساس كسر الهيمنة الغربية بقيادة أمريكا على الاقتصاد والتجارة العالمية (سويفت) .
بدأ العالم الآن يشهد ولادة العديد من الطرق العالمية ، فبعد قناة السويس (مصر) , وقناة بنما (أمريكا الوسطى) , الآن بدأ طريق الحرير الصيني الجديد يتمدد حول العالم برا وبحرا .
وروسيا بدورها أعلنت عن نيتها افتتاح طريق الممر الشمالي الشرقي (القطب المتجمد الشمالي) , وأمريكا دخلت على خط المواجهة وقدمت مشروع طريق الحرير الأمريكي والهدف منه هو قطع الطرق على الحرير الصيني , الذي يبدأ من فلسطين المحتلة ثم يمر عبر العديد من الدول في الشرق الأوسط .
إيران طرحت فكرة مشروع قناة بحر قروين والذي يبدأ من بحر قزوين المغلق , ومن ثم يتم شق قناة عبر إيران كي يتم وصله بالخليج العربي .
العراق أعلن عن مشروع خط بري وخط للسكك الحديد يصل بين دول الخليج وتركيا , وبموجبه تتحول العراق إلى همزة وصل لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا .
تركيا بدأت بدورها بحفر قناة اسطنبول . إسرائيل تفكر في حفر قناة ابن غوريون , وفي الطريق هناك المزيد من الطرق والممرات .
طبعا هذه الطرق والممرات سواء كانت القائمة منها أو التي هي في قيد الإنشاء , تواجهها العديد من التحديات الداخلية والبيئية أو الجيوسياسية .
هذه الطرق والممرات هدفها في الظاهر اقتصادي يتمثل في العائد من مرور السفن أو النقل البري (التكلفة) , ولكن في حقيقة الأمر يأتي الهدف العسكري في مقدمة هذه الأهداف , والذي يتمثل في إقصاء الممرات والطرق الأخرى .
تساهم هذه الممرات في قيام العديد من التجمعات السكانية (المدن) , خاصة وأن هذه الممرات والطرق غالبا ما تكون في الأراضي الخالية من السكان (الجبهة الداخلية) .
الممرات غالبا ما تتحول إلى أهداف عسكرية عند نشوب الحروب , بل ويتم احتلالها أو إغلاقها كما حصل قي قناة السويس وبنما , ناهيك عن مرورها في العديد من الدول وما يسببه ذلك من صراعات .
هذه الممرات تتيح للدول العديد من الخيارات (البدائل) سواء كان ذلك في وقت السلم أو الحرب .
وأيضا يلعب عنصر الأمان دورا كبيرا في اختيار الممر الأكثر أمانا , في جانحة كورونا رأينا الدول الكبرى تسطوا على السفن في أعالي البحار من أجل الحصول على الغذاء والدواء .
على الدول العربية والإسلامية تغليب مصالحها عند التعامل مع الممرات المائية والطرق البرية , خاصة وقد وجدنا أن السفن التجارية تتعرض إلى الخطف أو الضرب بالمسيرات أو حتى التفجير قي المياه الدولية .
أخيرا كل هذه الطرق سوف يكون لها تداعيات على كل من قناة السويس وبنما , حيث أن كل قناة أو طريق سوف يكون لها نصيب من (العائد) .
وللمعلومية فإن الاقتصاد يعد بحد ذاته الدينمو الذي يحرك القوة العسكرية .





