إزالة الجدار وإضافة المسار
بينما كنت أقود سيارتي عصر أحد الأيام في شارع التخصصي قادماً من الدائري الشمالي متجهاً جنوباً إذ صادفت إزدحاماً مرورياً خانقاً علقت فيه قرابة الساعة، فلما وصلت النفق الذي يعبر أسفل طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد فإذا بالتخصصي يكاد يكون خالياً من السيارات فشعرت بوجود اختناق كبير في زاوية المدينة الرقمية التي يلتقي فيها طريقا التخصصي والإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بحيث أن جميع مسارات التخصصي حتى الأيسر منها تختنق بالمركبات التي تريد المسار الأيمن أعلى النفق.
توقعت أن يكون ذلك الزحام المروري لسبب طارئ كحادث أو نحوه فأنا أسلك هذا الطريق في بعض الليالي حيث تشتهر تلك المنطقة بمراكز التسوق وتواجد المطاعم الفاخرة والمقاهي المتنوعة، إلا أنني لم أصادف زحاماً يذكر مثل ذلك الذي لقيته في النهار.
فلما تكررت زيارات النهار لبعض الأعمال، تكررت زحمة المرور، وواجهت عنتاً في العبور، فحاولت الاختصار أنوي الفرار من ذلك الزحام، بسلوك الطرق الفرعية والدخول في الحارات الجانبية، فوجدت المئات أمامي، ومن المركبات قدامي، كلهم يريد الاختصار والفرار من ذلك الزحام.
وقد علمت أنهم في الغالب من الموظفين الذين يعملون في جهات عمل متعددة يحتويها مقر المدينة الرقمية، إضافة لبعض الوزارات والهئيات التي تتواجد بجوار المدينة الرقمية.
إن من أسباب ذلك الزحام، أن نقطة إلتقاء طريق التخصصي مع طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد هي من النقاط الصعبة مرورياً في تلك المنطقة حيث يضطر الجميع للوقوف انتظاراً لضوء إشارة المرور وليس فقط من يريدون تجاوزها، فالذين يريدون الدوران (اليوتيرن) ومن يريد الانعطاف لليمين كلهم يضطرون لانتظار ضوء الإشارة، حيث لايوجد أعلى النفق إلا مسارين فقط يحدهما النفق من اليسار وسور المدينة الرقمية من اليمين.
ولعلي عند هذه النقطة أصل للفكرة من هذا المقال، وهي إزالة سور المدينة الرقمية وإضافة مسار للمركبات التي تريد الإنعطاف يميناً بحيث لا تتوقف عند إشارة المرور.
إن هذا المسار الإضافي المقترح يبدأ من مدخل شارع حسن الإسكندراني على طريق التخصصي ثم يمتد جنوباً مع طريق التخصصي حتى إشارة أعلى النفق ثم ينعطف يميناً بلا توقف عند الإشارة، ويستمر غرباً على طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بمحاذاة المدينة الرقمية فاتحاً الدخول أمام البوابة الرئيسية للمدينة الرقمية حتى ينتهي بنهاية سور المدينة الرقمية قبل دار الرعاية الاجتماعية.
إن إضافة هذا المسار لاتشكل فقط تخفيفاً وحلاً مؤقتاً لمشكلة الإزدحام بل ربما تكون فرصة لإعادة تشكيل واجهات المدينة الرقمية ودمجها معمارياً مع الطرق التي تشكل حدودها، وذلك بتصميم معماري جديد يحافظ على الخصوصية ولاينغلق على الذات بجدارن عالية، وعلى كل حال فالطرق الرئيسية المحيطة بها طرق من أرقى وأجمل واجهات العمل والتسوق والترفيه في الرياض.
إنني إذ أطرح هذا الاقتراح فليس ذلك للعمل والتنفيذ بل للنظر والتحقيق، فما أنا مختص بالهندسة والمعمار ولكنها أفكار العابر المار، أريد بها لفت الأنظار إلى التوجهات بإزالة الأسوار، مع اختصار المشوار، للقاصد والمار.
ولا أنسى في الختام شكر صحيفة صدى الغراء لإتاحة الفرصة لإبداء هذا الاقتراح مع التمنيات بدوام التقدم والازدهار.





