من اهم صفات المبدع في أي مجال رغبته القوية في تحقيق الأهداف والاستراتيجيات التي يريد الوصول لها مهما كلفه ذلك العمل من مجهود و وقت.ايضاً الكاتب المبدع هو الذي يريد الإنتشار إلى أكبر شريحة من القراء من خلال جراءته في طرح الأفكار والرؤى والمواضيع من خلال لغة سهلة وبعدم تكلف في مقالته التي يكتبها بحبر دمه طمعا في إرضاء شعوره.و وصول أفكاره إلى القراء.

يقول الكاتب والفيلسوف فرانسيس بيكون ( القراءة تصنع إنساناً كاملاً.والمشورة تصنع إنساناً مستعداً.والكتابة تصنع إنساناً دقيقا). أن المفهوم الحقيقي للكتابة هو تحويل الأفكار والمعلومات إلى نصوص مكتوبة بإبداع لغوي وصفة إبداعية يستطيع بها الكاتب الوصول إلى روح القارئ ويداعب مشاعره لأن ماتعلمه من تجارب وثقافة وأفكار يجب أن يعكسه من خلال مقالته كون الإبداع عادة يمارسها بكل شخوصها.بكل تجرد!

وعندما سألت الكاتبة الأمريكية اجاثا كريستي التي ألفت أكثر من ٩٥ رواية بوليسيه وأكثر من ١٢ قصة قصيرة و وصلت من خلال شخصيات شعبية في المجتمع تكتب عنها مثل ( هيركول بويروت’ و جين ماريل) وترجمت مؤلفاتها إلى ٣٢ لغة حول العالم عن سر وصولها إلى الناس قالت ( انا اكتب ما يثير القارى.وليس ما يستفزني ككاتبه) لأنها تسعى إلى توليد الأفكار الجديدة التي تناسب وعي الناس وتتقبل جميع الآراء التي تنتقد كتاباتها حتى التي لا تناسبها.

وبالرغم من أن الجميع يؤكد على عدم وجود قواعد معينة حتى يكون الكاتب مبدعاً إلا أن السر الحقيقي هو أن يدعم الكاتب مقالته بمعلومات موثقة ويستخدم لغة سهلة ويتناول أفكار ناضجة ويتقبل النقد مهما كان حادا و مؤذيا للوصول إلى قلب المتلقى إذا كان يريد نجاح تجربته الكتابية.

و يؤمن بعضاً من الكتاب بأن للكتابة طقوس معينة إلا أن اغرب تلك الطقوس مثلا عند ( هيغو) أنه يتجرد من كافة ملابسه أثناء ممارسة الكتابة زعما منه أنه لايشتت أفكاره. ويؤكد ذلك اعترافه بكتابة راوية ( البوساء) تحت وطأة تجليات الكتابة وعالمها الغريب. أو الكتابة في ساعات الصباح الأولى بسبب صفاء الذهن!

أن الذاكرة الجمعية للكاتب المبدع يحب أن يسخرها في خدمة هدفه من المقالة كونه يقدم الأفكار والرؤى والتجارب ويحبكها بقلم رشيق وفكر متقد وبدون تمرد على المفردات مع عدم خروجه عن دائرة الوعي والتفكير الايجابي.

و إيصال الأفكار الإبداعية للقارى يتطلب مجهود كبير واستعداد للتطور وعدم تجاهل النقد كون الكاتب المبدع يجب أن يكون أكثر ثقة في نفسه وقلمه لكي يكون مع القارئ وليس ضده.مع العلم أن البعض يرى أن الكاتب المبدع كائنا غريباً إلا أنه من نبت المجتمع ولا يعيش غريب الأطوار و كائنا نزقا في تصرفاته وسلوكه و تعاملاته مع تنكر المجتمع له في بعض الأحيان.