يعتقد بعض الناس أن “السعادة الحقيقية ” هي جلب المال وتخزينة وشراء الكمليات بآخر موديل وبناء المنازل الفارهة والحصول على أعلى المناصب والدرجات الوظيفية و السفر وملاحقة المعارف والتقرب إلى أصحاب السلطة ؛ فتجد الانسان يشغل نفسه وذاته بتلك الاشياء طوال حياته بين تفكير ومعاناة ومحاتاه . فغالبا تؤدي الى تراكمات منها الحزن وألم عميق يضر بصحته ونفسيته وفي كل الأحوال لم ينال مبتغاه وقد ضاعت سنون من عمره وتهالكت صحته وخسر تجارته وأفلس من علاقاته مع الاخرين.

هناك . من يتمنى “السعادة” في أن يقف على الأرض ويخطو خطوةٌ واحدةٌ ، وهناك من يحلم “بطفل” يملئ حياته فرح ، وهناك من يريد الحصول على “وظيفة” براتب دائم بسيط ليعيش ويطعم أولاده ، هناك من يتألم من “مرض” ومن تلك الاجهزة التي في جسده ، هناك من يصارع “نظرات” المتطفلين بسبب إعاقته الدائمه ، هناك من “هجروه” أبنائه وأصبح أبا معزولا بعدما انشغلوا عنه اولاده وبناته وهو الان وحيدا يقوم بشئونه الخاصة … هناك من “تغرب” عن أهله لسنوات من أجل لقمة العيش ومن أجل ان يعيشون بكرامة ، هناك من هدم حياته بنفسه بغلطة” وهو الآن خلف “السجن” حبيساً ومحروماً من أن يجتمع مع اسرته تحت سقف بيته ، هناك وهناك ؛ من دفع ثمن سعادته” ومن باعها برخص التراب ومن أهداها لغيره ومن كتمها في قلبه ومن فقدها في عيون الغالين عليه ومن وضعها في أيدي لا تقدر قيمته.

استمر لتكون “انت” وليس هم .. ابحث عن “نفسك” بداخلك وتعامل معها كما تريد وليس كما هم يريدون ، لا تنظر في عيون “المتشائمين” فلمعات أعينهم احباطا وخذول .. ستجد من يمسك بيدك الى بر الامان” من غير لا تعلم ماهي نواياهم .. وآخرين “يراقبونك” من بعيد ويتمنون تعثرك وسقوطك بلا رحمه لا تهتم واصل طريقك وهمشهم فهو سلاحك ونجاحك .. ولكنك أحسنت الاختيار عندما تستمتع بقدراتك” ولو كانت امنيات صغيرة قد تدخل السرور إلى فؤادك .. كن فخوراً بنفسك ولا تجعل “العوائق” تحرمك من ملذات يومك .. تلذذ “حلاوة الحياة وعيشها بكل ما تملك من أدوات ولو كانت بسيطه ، فأجعل من السعادة “عكازاً” يساعدك للوصول لمبتغاك كي تسعد بها من حولك .. أجعل “جسدك” كالشجر جذورها ممتدة بالأرض تستمد غذاءها وماءها من تلقاء نفسهاة، ولا تنتظر” “كرم السحاب” ومطرها أن تبللك بالسعادة.

علمتني الحياة الكثير يا أصدقائي ، ألتقيت بكم صدفه وتعايشت مع بعضكم منكم من لم ينفعني ولم يضرني .. ومنكم من يهمه مصالح نفسه ولا يهمه شخصي ! .. ومنكم من يبيع كرامته وخلقه من أجل إرضاء رؤساءه على حساب التنازل عن زملاءه .. ومنكم من يصافحك بيده واليد الأخرى تحمل الخبث والضغينة .. ومنكم مسالم ومطيع حتى يستغله الآخرين للصعود على أكتافه .. دعك منهم “جميعاً … تذكر

“فقط” أنك تتعامل مع تلك الشرائح والأرواح بأخلاقك وليس بأخلاقهم.

اخيرا … لا تربط نفسك بمصير الآخرين .. واستمتع بالحياه وعيشها بعفوية دون تصنع .. فأجعل “السعادة حبيبة إلى قلبك وتعامل معها بلطف حتى لا ترحل.