كثيرة هي الأغاني التي ارتبطت بالذاكرة بل وحملناها معنا في شريط الذكريات في مختلف مراحل العمر؛ وبالرغم من أن لكل جيل لون فني يروق له ولكن تهوي نفوس البعض منا سماع شيء معين يربطنا بالمشاعر أو بعض المواقف كون الأغنية الحدث ترتبط بالزمان أو بالمكان و تستلهم الذكريات في أحيانا كثيرة!!

ومن قصص الأغاني الخالدة في تاريخ الأغنية السعوديه؛ قصة اغنيه ” أنتي عيونك هالعتيم” من كلمات الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن؛ وغناء الفنان الكبير الراحل طلال مداح _ رحمه الله _ و ألحانه.حيث قال لي صديقنا الإعلامي الكبير الأستاذ يحيى مفرح زريقان أنه كان بصحبة الفنان الراقي الراحل المداح وطلب الراحل من البدر قصيدة وأعتقد أنه ذكر لي أن اللقاء كان في مدينة أبها أو المنطقة الجنوبية!!

اخرج البدر ورقة وكتب عليها ابيات قصيدته الشهيرة:

انتي عيونك هالعتيم .. سبحان رب خالقه

قصيدة لشاعر قديم .. عاشق ومحدِ صدقه

من كثر ما غبتي عليه .. جمع قصيده و شققه

ليس غريباً على البدر ممارسة الإبداع لانه يعايشه واقع للنجاح مع كل من عرفه في قراءته و أدبه وحبه .بل وكتابته للكلمة لكن البدر يتميز كمدرسة إبداعية عن الكثير من الشعراء في إثارة الاسنلة في العديد من قصائده وربما اعترف أبا خالد أنه غامر في كتابة القصيدة المحكية التجديدية بل وادخل الكلمة الحديثة في الأغنية و لم يقبل غناء تلك المجازفة في تلك الفترة الا عمالقة يعرفون معني الكلمة وقدرة البدر الخارقة على كتابة النص المحكي والأغنية بكل بساطة وسهولة رغم أنه يملك زمام كتابة النص الشعبي العامودي الذي يعجز أكبر الشعراء عن كتابة مثله حتى الآن!!

البدر كمدرسة أدبية شعرية له خط إبداعي خاص يظهر في نصوصه التي تحمل بصمة خالدة في اختيار المفردة وتلك التجربة لم يجيد الكتابة بها إلا مبدع يعرف و يعي ما يكتب لذلك كل أغنية له سواء مع صوت الأرض أو مع فنان العرب؛ لها عبق خاص يجسد تجربة معينة و لذلك تميزت مدرسة البدر لأن كل نص غنائي أو شعري له يحاكي تجربة عشق أو قصة حياة و واقع معايشة يستلهم تجلياته في كتابة تليق بالزمان أو المكان !!

الم اقل لكم إن الأغاني كلام.. و ترتبط بالذكريات و المواقف وربما الأحداث لذلك لها وقع في نفوسنا يذكرنا باشياء قد نكون نسيناها ولكن لا تموت لأنها تقبع الذاكرة!!

خروج:

غبتي ولا اظنك تجين .. خنتي العهد يا مفارقه

انتي عيونك هالمدى .. بحر وطيور مهاجره