تمزق حزنه حينما استضاء الرحيل وجر خطاه بتنهدٍ مطفأ كيف لا ؟ والفؤاد عليل وسرابه تدحرج بين فضاء نعشه وماتبقى من صبرٍ جميل..

ففجاءة صحوته تهامست مع نبع ماءٍ ونبتة ظلٍ أبحرت به نحو رائحة البنفسج حيث جرفته إلى تلك التلال البعيدة لم يُثرثر حينها فقد كان ظمآناً لغيمةٍ تُسحر الورد وشوق يموج بدفئه ليُطمئن المد فالأمواج في الساحل القريب تتسكع بالجزر من المهد إلى اللحد والقلب يتدفق منه الهوى وذاكرة السكون تنثر ماتبقى من العشب الأخضر على الوجد.

صورة مشرقة أسعدت بعد عنائه مايجول في خاطره وهو بعد لم تتكيء عيناه على شرفات الفلق.

بل كادت انبساطة أسارير وجهه اليائسة أن تغيب برفق لتذيب ذلك اللون الرصاصي وقت الغسق..

ألوان عدة انبهرت بها تلك الصفحة البيضاء وهو بعد لم يُغادر مداد أحلامه..

ربما وهو في تلك الشرفه وأقزام الشجر يراها تحت يراعه ليس فقط ماقد شدَّهُ إليها أو عنها أُنامٌ يترجلون ليجدوا متسعاً لمناخ جلدهم وآخرين أستهوتهم تلك الأحجار المُحاطة بسوارٍ مُخضر فأجادوا قيدها بشريطٍ مادي معصوب العينين حتى أصبحت حمراء مُلتهبة قد تبدوا غير سارة للناظرين..

عندما إلتفت إلى ذلك اللون المُشرق لم يراه كذلك بل تمكن بإباء أن يغادر حلبة العطاء ليومض على من يعتقد بأنه كذلك متلأليء أو ربما هكذا يريد أن يعتقد بعد ما فرَّ هارباً ليسقط في عذوبة مياه تلك القرية التي لفَّها إرتجافة الهواء.

قد يكون محقاً في ذلك فقد خلَّف وراءه ولكل المثابرين نظرة أمل يراها كل من كان معلَّقاً بأنظار الثُريا.

ألوانٌ هبطت بعد إدباره كأنها زبرجد كظيم خارج من حدود تلك الحمم البركانية ليتميز بها وبندرة فائقة عن كل ياقوت من حظيت به يد بعض البشر..

زبرجدٌ تشوبه تلك الخضرة والزرقة والبنفسجية التي امتزجت لتُعبِّر عن ملحمةٍ رائعةٍ وساحرة..

لقد بُصِّر به فقط من كان يُحدِّق بسليقة ٍ سجية وقد استحق ذلك بنفسٍ نقية وروحٍ ساميةٍ أبية بعيداً عن معطيات كل من تراهم يرتشفون بتشدقٍ واهم نقشاتهم السمراء داخل أُطر تلك الظلال الباهته والتي تكون إيقاعاتها خامدة لا تستطيع فيها الذاكرة أن تستيقظ من سباتها لكي تُضيء الشموع الواعدة فعندما يرحل السكون عن الألوان المُطمئنة تُغادر الفرحة لتُقابل في دحْرٍ غضيض تلك الألوان الداكنة !!!