أصبحت المسرحيات القديمة والمُكرَّرة التي تظهر لنا بعد كل موسم حَج من الأمور التي تَعوَّد عليها العالم بأجمعه وليس العالم العربي والإسلامي فقط، والتي من أهدافها المكشوفة التقليل من دور المملكة المميز والبارز في خدمة ضيوف الرحمن بأفضل الطرق وأحدث التقنيات، ومحاولة تحريض المسلمين على مقاطعة فريضة الحج وزرع الرهبة والخوف في نفوس الحجاج عن طريق حملات مُمنهجه على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم من منظمات معروفة لا تمت للإسلام بصلة.

وأقل ما يقال عنها أنها حملات غبية تفتقر إلى الاحترافية والدِّقة في المعلومات والمؤثرات التي يستخدمونها في حملاتهم حيث تَمَّ كشفها من قبل مواطنين بُسَطاء لا تنطلي عليهم هذه الحيل الضعيفة والركيكة في التمثيل والإخراج، بل أن بعض مستخدمي وسائل التواصل تكفَّل بالرد على هذه الحملات بإبراز أخطاء وعيوب وتاريخ وسيرة ممثليها المُخزية وتقديم الدلائل والإثباتات بالصوت والصورة التي أظهرت لمستخدمي التواصل الاجتماعي هذه الأكاذيب والألاعيب القذرة وأهدافها الخبيثة ومن يكمن خلفها.

أعلنت السعودية بكل فخر نجاح موسم الحج لعام 1445هـ رغم العدد الكبير للحجاج والتحديات المتعلقة بدرجة الحرارة وخلوه من الأمراض، وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة إجمالي عدد ضيوف الرحمن لهذا العام والذي بلغ 1,833,164 حاجّاً، منهم 1,611,310 قدموا من خارج المملكة و 221,854 حاجاً من داخل المملكة ما بين مواطنين ومقيمين، والأهم من ذلك هو الخدمات الجديدة والمميزة التي استخدمتها السعودية مع الخدمات السابقة والمتمثلة في التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية ووسائل النقل المتطورة وعالية التكلفة التي لم تبخل بها الدولة السعودية على ضيوف الرحمن وجعلت رحلة الحج بالنسبة لهم تجربة مثيرة ويسيره وعلى أعلى المستويات .

ومن هذه الخدمات على سبيل الذكر لا الحصر:

* التاكسي الجوي: وهو تاكسي كهربائي وذاتي القيادة يُقلع بشكل عامودي وهو أول تاكسي جوي في العالم مرخص من سلطة طيران مدني يساهم في نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة ويُيسَّر لهم التنقل في حالات الطوارئ والضرورة.

* ربوت يتحدث 11 لغة: وهي اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية والفارسية والملاوية والأوردية والصينية والبنغالية والهوساوية لتغطية استفسارات الحجاج الشرعية على شاشة بحجم 21 بوصة تعمل بواسطة اللمس.

* ربوت مياه زمزم: هو ربوت ذكي يُستخدم في توزيع عبوات مياه زمزم، حيث يُوزع الربوت 30 عبوة في الجولة الواحدة، مع توفير أجهزة الخدمة الذاتية في مساكن الحجاج للحصول على عبوات ماء زمزم مجانا.

* آلات التطهير الذكية: وهي آلات تنظيف تعمل بشكل يدوي وإلكتروني لتطهير وتعقيم المسجد الحرام والمشاعر المقدسة بواسطة تطبيق ذكي خاص بها مزود بخرائط الذكاء الاصطناعي.

* العربات الكهربائية: مثل العربات الكهربائية الصغيرة والقطار الهيدروجيني واستمرار خدمة السكوتر الكهربائي الذي بدأ في حج عام 1443هـ وأنجز 2000 رحلة في حج هذا العام، لتعزيز وتسهيل التنقل الذكي، وتوظيف التقنيات الحديثة لخدمة الحجاج وسرعة تنقلهم بيسر وسهولة.

* سوار الحاج الذكي: هو سوار لمتابعة جميع بيانات الحاج ورصد بيانات الحالة الصحية له وخدمات طلب المساعدة الأمنية أو الطبية الطارئة ويساهم في الوصول لموقع الحاج بأسرع وقت ومساعدته، ويستقبل الرسائل التوعوية للحاج.

* التطبيقات الذكية للحجاج: حيث جرى تحديث وتطوير جميع تطبيقات الحج لتقديم شرحا مفصلا للحاج في كيفية أداء المناسك وبعض الفتاوي المختارة وتقديم إرشادات مفيدة وخرائط ومهمة لرحلة الحج المباركة ودرجة الحرارة وسرعة الرياح.

* بطاقة الشعائر الذكية: هي بطاقة تعمل بتقنية اتصال المجال القريب للحاج ويمكن قراءتها عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية، وتوضح بيانات السكن وباقته واستخدام وسائل النقل ومواعيد التفويج وحالته الصحية وبها إمكانية تقديم شكوى وتقييم الخدمات وخارطة الحاج وأهم المواقع التي يحتاجها في البرنامج.

* مركز عمليات مكة الذكية: وهو مركز لمتابعة سير عمل المنصات الرقمية الذكية وبه قسم خاص لأنظمة الذكاء الاصطناعي في مركز القيادة والتحكم لأمن الحج في مشعر منى، من أجل تحقيق مفهوم حج ذكي.

* الشاشات التفاعلية: حيث تم تركيب 62 شاشة تلفزيونية في مساجد المشاعر المقدسة تبث وسائل تعليمية وتوعوية بلغات عالمية و30 شاشة للمكتبة الإلكترونية الإسلامية لإثراء الحاج بالمعلومات الدينية التي يحتاجها.

* طلاء خاص لتقليل درجة الحرارة: تم طلاء الساحات المجاورة للحرم بطلاء أبيض خاص يحتوي على مواد تساهم في تخفيف درجة الحرارة من 20-15 درجة مئوية والتقليل من آثار تغيير المناخ على الحجاج لمساحة تزيد عن 11 ألف متر مربع.

* المركبة الأمنية الكهربائية: هي أول دورية أمنية كهربائية مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي و6 كاميرات مدمجة لرصد المخالفات وتعزيز الأمن وتحليل البيانات وإرسالها لمركز القيادة، وتحمل طائرة دون طيار للوصول للأماكن الصعبة.

كل ذلك كان غيضٌ من فيض مما تقدمه المملكة حفظها الله ورعاها لضيوف الرحمن من خلال عدد كبير من الوزارات والهيئات السعودية التي عَمِلت بانسجام تام وعلى رأسها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” التي تميزت بما قدمته من خدمات مميزة وراقية بعد فضل الله في حج عام 1445هـ بدعم كبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله لحجاج بيت الله الحرام من أجل أداء نُسكهم بكل يسر وسهوله من واقع الحلول التقنية والبنى التحتية القائمة على تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي،

ناهيك عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الذي أُعتُمد عام 1401هـ بعد أن كان وِحْدَة بحثية نشأت بجامعة الملك عبد العزيز عام 1395هـ ومن أهم أهدافه تقييم وتطوير الخدمات والمرافق المقدمة في الحج والعمرة في كل عام ورفع كفاءتها التشغيلية والقضاء على السلبيات وابتكار خدمات جديدة وراقية لراحة الحجاج.