لسنا كغيرنا، ولا نحكم بتفردنا ولكننا في سعوديتنا خلقنا من نسيج يختلف عن البعيد والقريب، ويعز عن الفتل والبت والتخبيب، نسيج( أنا وأنت ونحن سعوديون) جسد واحد، وأرواح شواهد، ذروة جبل شاهق باذخ تنساب منه شعوب وقبائل تلبس الثوب والشماغ والغترة والعقال، وكلهم رجال، وربات الحجال شقائق من جد وحد ونصال.

سعوديتنا اليوم سفينة نوح في طوفان الغضب، وتابوت إبراهيم في شظايا اللهب، وعصا موسى في ساحة الأسر بلطيف السبب تراب سعوديتنا مقدس، نفنى وحدودنا لا تدنس، ننتشي بالموت، ونسابق إلى الشهادة الصوت، ونطوي بالعزم مسافات الفوت من الماء إلى الماء، من الأرض للسماء، وحدة داع، ومقصد ساع تستوي الرعية مع الراعي، كبيرنا حين يدعى للموت من أجل الدين والقيادة والحدود طفل صغير لا يفرق بين الهلاك والنجاة سيان لديه الأجل والأمل، يدوس رؤوس الحيات، يقبل القنابل.

ويلوي المدافع كالسنابل، إن قضى رضي وإن بقي فنقي، وصغيرنا أحكم من لقمان، وأحلم من قيس، وأسرع من صقر، وأبلغ من سحبان، حلواه بذل الروح، وسلواه نصر يلوح، كلنا قرآن وسنة، إنسنا وجننا في هذه البلاد لا نفترق من الميلاد للمعاد، نبني ناطحات السحاب، ونسقي بدمائنا التراب، ونشق بأيدينا صحاري اليباب، لنزرع ثمار التوحيد، ونتعهدها من عيد لعيد، نجني ما طاب، ونشذب ونهذب ذوي الألباب؛ لتميد ضفاف السعودية العظمى بمنجزات هي الإعجاز في زمن اختصره ولي الأمر في لمحة عين ولي العهد قبل أن يرتد طرف خادم الحرمين الشريفين إليه- يحفظهما الله ويوفقهما- لنقف اليوم في حضرة إنجازات أكتفي باستعراض بعض أرقامها في خمسة محاور تقوم عليها نهضتنا المباركة، وهي:

– الصناعة:

وهنا يسجل لنا قلم الإنجاز ما مجموعه(11،832) مصنعا حجم استثمارها يفوق(1،5) تريليون ريال، والخطط القائمة تقضي بتجاوز(12،000) مصنع خلال السنوات الخمس القادمة كما صرح بذلك معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية وبلغ نصيب جازان منها(193)مصنعا قائما،و(80) مصنعا تحت الإنشاء.

– الاقتصاد:

تنافس السعودية اليوم على المراكز(17، 18، 19)ضمن الدول الأكبر اقتصادا على مستوى العالم، وتشهد أعلى نسبة نمو سنوي بلغت(8،7) بين مجموعة ال(20)، ونما مستوى السيولة ليبلغ في شهر مارس (2024) عند مستوى(2،8) تريليون ريال سعودي.

– التعليم العالي:

بلغ عدد الجامعات العاملة اليوم(32) جامعة حكومية، ويضاف لها (12) جامعة أهلية، وكلها ذات تأثير وفق تصنيف شنغهاي المعتبر، وتحتل جامعة الملك سعود المرتبة الأولى عربيا وال(90) عالميا، وتشاركها الكثير من الجامعات حضورا في التصنيفات الدولية.

الصحة:

بلغ عدد المستشفيات الحكومية التي تقدم خدماتها العالمية مجانا لأبناء الوطن(504) مستشفى، ويشاركها العطاء بمقابل(123)مستشفى أهليا، ويعمل بهذه المستشفيات عدد(32،937) طبيب سعودي حسب إحصائيات (2022) من إجمالي عدد العاملين في مجال الصحة البالغ(444،935) بين طبيب وممرض وكادر إداري، وتجاوزت نسبة الإناث في هذا المجال(235،835) بنسبة بلغت(52،6٪).

الجيش:

ويحتل الجيش السعودي حاليا المركز(22) عالميا، يتسلح أفراده بشتى الأسلحة المحلية والشرقية والغربية، ويقوم بتوطين تقنيات السلاح المختلفة، ويقوم بتصنيع ما مجموعه(60٪) من احتياجاته محليا، فهنا تصنع المسيرات باختلاف أحجامها ومهامها، وعربات الجند، وتبنى السفن وتصنع أجزاء الطائرات، ولن تنتهي سنوات الرؤية إلا ونحن نعد تنازليا لإطلاق الأقمار الصناعية من محطاتنا الأرضية بإذن الله.

فمن إنجاز لآخر يا وطنا سكنت القلوب وتمايلت وردا في كل الدروب،اللهم زد وبارك، واحم ووفق، وانصر ووطد، واهد وأصلح، وكن لنا لا علينا أنت مولانا نعم المولى ونعم النصير.