الهمجية هي سلوك غير مألوف يسلكه البعض من أجل الإثارة أو لفت الانتباه او حتى التشويش ويعرف الهمجي وجمعه أهماج أو همج وهم الرَّعاعُ من الناس لا روادع لهم في الحياة . إنه غليان وفحيح مسموم من قدور الشيطان في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أين أيها الهمج القابعين في براثن الابتذال والشهرة والبيع الرخيص ، صونوا أعراضكم صونوا بيوتكم صونوا حياتكم الخاصة أي غثاء هذا وأي عبث ، انتشر الكذب وقَلَّ الحياء في سوق النخاسة . والتصوير بلغ مبلغا عظيما كشف فيه المستور وفضحت العورة ، إنها سذاجة وجهل ودمار وهدم للكيان والقيم والأخلاق البشرية والفطرة السليمة تحت وطيس التواصل العفن وفن السناب وفن التيك توك وفن الحرية وفن الابتزاز وفن التشهير وفن الجود وفن الكرم وفن العبادة وفن الصدقة وفن الحج وفن العمرة ، وفن البر والإحسان ، كلها فنون تقرع طبولها من زير الشياطين فنون روائحها نتنة وكيرها أحرق القيم بمعاول الحضارة العمياء وفتحت أبواب البيوت وغرف النوم بمفاتيح الشهرة والتفاخر ، وذابت الحواجز وطمست الرجولة وأريق ماء الحياء من الوجوه العارية ، وكُشِف غطاء الستر .

عالم يموج في بحر مسجور ، لقد امتطى الشطان عقولهم قبل ظهورهم يسوقهم مثل أغنام السراب كيفما يشاء . استفحلت الجرأة تحت فن المشاركة والتصوير وهذا هو العقوق الأسري الذي أصبح كبار السن في البيوت مادة إعلامية .

إن الرجل العربي الأصيل تأكله الغيرة حتى يتمزق أشلاء ويموت كمدا ويستبسل رجولة وقتالا دفاعا عن عرضه وماله وأهله وكل ما يمس شرفه ودينه وكرامته وحياءه ورجولته إنها شيم وقيم .

كان الرجل يغار على أهل بيته وأسرته و جيرانه وأهل قريته أمام الغرباء كانت الرجولة هي الاستماتة والدفاع والستر والغطاء والكتمان ، الرجل العربي كان يخشى أن يتردد اسم أمه أو أخته على لسان الرجال الآخرين كان الرجل الناقص يعير باسم أمه .

ماذا تأكلون أيها الجيل الساذج الذي يتميلح أمام الجموع ويتكسر أمام النساء وأمام الكاميرات وعدسات التصوير مع زوجته أو أخته أو بنته وقد ذاب الحياء من وجهه وذاب الحياء من وجهها وأصبح الحال يندى له جبين الحر الأبي ، وظهرت الآن أمور ما سبقنا بها أحد من العالمين بات العريس يبكي أمام عروسته في يوم زفافه اي رجولة تتمناها هذه التي تركت أهلها وأسرتها لتعيش مع دموعك الترحيبية أي انكسار هذا .
“إذا ابتليتم فاستتروا”.