المتأمل لواقع الرياضة يرى أن التعصب أخذ منحنى خطيرا جدا ، ومما زاد خطورته خروجه من النقاشات العائلية وأمتد إلى زملاء العمل وإثارة الشحناء والتنابز بالألقاب والشد والجذب والدراسات تشير إلى أن ٤٠٪ يؤثر تعصبهم لأنديتهم على علاقتهم بمحيطهم.
ومما سمعت ولكن أدري مدى صحة هذا الكلام بأنه عند هبوط أحد الأندية إلى الدرجة الأولى تمت الصلاة على( ١١ )شخصا ماتوا متأثرين من الصدمة، وفي ٢٠١٩
نقلت 90 حالة إسعافية، ما بين سكتات قلبية وحالات إغماء ودهس، في إحدى المباريات كل ذلك ناتجا عن التعصب المذموم فمن السبب في هذا الداء الرياضي؟
الحقيقة المؤسفة التي يصعب تجاهلها أن الإعلام المرئي والمسموع والسوشال ميديا هو من غذى تلك العصبية والتعصب الممقوت الذي ظهر على الساحة الإعلاميون الرياضيون الذين تستضيفهم القنوات الفضائية ويتفلسفون بالإدلاء بأرائهم الشخصية البعيدة كل البعد عن التحليل الفني الناقد للإخطاء هم جزء من المشكلة ، تحليلاتهم أغلبها مبنية على ميولهم للفريق الذي ينتمون إليه فيتم شحن الجمهور بإدعاء المظلوميات ويستشهدون ببعض اللقطات ومن هذا القبيل .
دور وزارة الرياضة
دور وزارة الرياضة مهم جدا في نبذ ومحاسبة كل من يظهر في القنوات الرياضية ويدلي بأراء تعصبية تثير الجمهور ، وضبط المحتوى الرياضي في الصحف وإلزام المدربين واللاعبين والإداريين بالبعد عن الكلام الغير منضبط الذي يثير الجمهور وإتباع الإجراءات الصحيحة بالرفع عن أي خطأ وقع عبر الجهات المسؤوله في الرياضة.
جمعية مكافحة التعصب الرياضي.
آن الأوان لإنشاء جمعية وطنية تعني بمكافحة آفة التعصب يقوم عليها أكاديميين وتربويين وأخصائيين من علم النفس تنشر الوعي وتثقف الجمهور بأن الرياضة للجميع وللترفيه عن النفس والتسلية وأن الربح والخسارة فيها يذكي طابع التنافس الشريف .
ختاما
عندما يغيب العقل وتعمى البصيرة ، ويتغلب الأنفعال ينتج عن ذلك الكراهية العمياء للمنافس وهذا هو والله الجهل الذي أردى الأمم.
التعليقات
اترك تعليقاً