Slaati
فوزية الشيخي

حلق بذاتك وترفع عن قاع الجاهلين

منذ 1 سنة02645

مشاركة

دائمًا ما كان يروق لي أن أجالس فئات معينة من البشر، ولكن ليس أي فئات، بل أولئك الذين يتسمون بالأناقة. والأناقة هنا لا تنحصر على المظهر فقط، بل تتعداها إلى ما هو أكثر من ذلك، فهناك أناقة الحضور والفكر والأخلاق والتعامل والحديث.

يروقني مجالسة أنيقي الروح، أصحاب الشخصيات اللبقة الذين لديهم رؤية ومنظور مختلف للحياة عن الناس العاديين، الأشخاص الذين يتمتعون بكاريزما راقية وملفتة. أعي جيدًا أنه كلما كان الشخص راقيًا، فإن ذلك ينعكس على شخصيته، فستجده بطبيعة الحال راقيًا في كل شيء: في اهتماماته، وفي أفكاره، وأفعاله، وأقواله. سيكون فطنًا لقيمة الوقت واللحظة، ويكون دائمًا باحثًا عن السمو، منشغلًا بصنع عالمه المليء بكل جميل.

يروق لي مجالسة الأشخاص الذين يرون أن المحن هي في حقيقتها منح، معتمدين على ذلك بقدرة الخالق والإيمان الراسخ والثقة بالله تعالى في كل الأمور. كما يروق لي مجالسة من تبهرني طريقتهم في تعاملاتهم مع شتى ظروف الحياة. فهم لا يتحدثون عن التحديات التي تعتريهم لأنهم لا يحبون الحديث السلبي ولا تأثيره، بل إنهم يعشقون الإيجابية والنظرة المتفائلة المنبثقة من رضاهم الداخلي ويقينهم بأن الله سبحانه معهم دائمًا.

يروق لي جدًا مجالسة أصحاب العقول النيرة المبدعة التي تسعى لتطوير وتحفيز ذاتها والانشغال بتنمية مستويات التفكير ونقله من وضعية الضحالة إلى العمق. يروق لي مجالسة الأشخاص الذين يثرون دواخلي بحصيلة تجاربهم، مما يزيدني تعلمًا وفهمًا وإدراكًا للحياة بجميع جوانبها، وينقلني كل ذلك إلى عوالم مختلفة تجعلني أنهض بفكري وتوجهاتي نحو الأفضل.

وعلى النقيض تمامًا، فأنا أمقت وبشدة مجالسة أولئك الفارغين القابعين في زاوية التفاهة، الذين لا فكر لديهم ولا منطق ولا هدف منشود سوى الانشغال بالآخرين وتتبع عثراتهم، ومن أكبر أهدافهم وتطلعاتهم تصيّد الزلات وإصدار الأحكام جزافًا على كل من يصادفونه في طريقهم. حياتهم باهتة بلا قيمة ولا معنى ولا طموح ولا إرادة.

دائمًا ما أفر بذاتي من المجتمعات التي تحوي مثل أولئك الأشخاص، فتلك المجتمعات لا تناسبني ولا يروق لي التواجد في محيطهم بأي شكل من الأشكال، لأنني شديدة الحرص على نظافة فكري وعقلي من أن يدنس بشوائب ممن تتشابه أيامهم مع بعضها البعض.

لم تكن نظرتي يوما للأمور من ناحية الكم وإنما من ناحية الجَوْدة، ولم أقيم عملي يوما بالجُهد وإنما بالنتيجة ومن قناعاتي أن الأثر لا يكون بالمظهر، إنما بالجَوْهَر، وأن المحبة ليست بالقَوْل، إنما بالفعل؛ عندها فقط اتجهت نظرتي إلى العُمق، وكانت غايتي الجَدوَى وضالتي الحِكمة، ومطلبي هو السداد؛ حينها فقط وجدت أنني أُقَيِّم وأَنظر إلى الأشياء من حولي بشكل مختلف تمامًا.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

af2b9302-f9f2-46a8-919b-7902849f1c27.jpg
أموريم: إصابة برونو فيرنانديز ليست مقلقة وعودته لن تتأخر
وكالات
منذ 14 دقيقة
0
1394
ed10acc8-d284-4eef-bda1-e82ca382fa1f.jpg
لجين عمران برفقة عائلتها
الرياض
منذ 14 دقيقة
0
1407
ca2be66c-729e-4cfe-95e7-7c0be27a7369.jpg
النصر يمطر مرمى الزوراء العراقي بخماسية
الرياض
منذ 31 دقيقة
0
1483
46387e65-71a7-4319-805e-2a520d0c4141.jpg
رونالدو يوجه رسالة دعم للاعب البرتغال تحت 15 عامًا.. صورة
الرياض
منذ 33 دقيقة
0
1489
a416b0a3-8f10-41f9-892d-663a33f83e59.jpg
الشباب يعلن تفاصيل إصابة حمدالله
الرياض
منذ 33 دقيقة
0
1494
إعلان
مساحة إعلانية