سارة لاتزال صورتها في ذاكرتي لم تمحى منذ عشرات السنين لا اعرف غير اسمها.

كنت طفلة صغيرة حينما كنا نذهب لزيارة إحدى قريباتنا رأيت سارة تلك الإنسانة اللطيفة كانت تلاعبنا وتأخذني إلى غرفتها وتضع لي طلاء الأظافر وبعفوية الأطفال أتذكر أنها كلما وضعت على ظفري طلاء وانتقلت للأخر أحرك يدي فيطبع الطلاء على اصابعي فتسارع والابتسامةعلى وجهها لمسح أصابعي وإعادة الطلاء مرة أخرى كنت أفرح كثيرا عندما يأتون لزيارتنا أو نذهب لزيارتهم وأول ما ندخل منزلهم أنطلق مسرعة للبحث عنها لا اعرف عدد المرات التي رأيتها فيها ولكنها ليست بالكثيرة.

وفي يوم من الأيام ذهبنا لزيارتهم فلم أرى سارة أين هي وأين ذهبت لا أعلم سألت عنها وعلمت أنها غادرت منزلهم ولن تعود مرة أخرى لإن ……طلقها نزولا عند رغبة أمه لم أكن وقتها أعلم ما معنى الطلاق ولكني حزنت عليها كبرت ولازالت صورة سارة عالقة بذهني حتى مرت الأيام وعلمت مامعنى الطلاق .

لقد تزوج ……. من إمرأة أخرى وذهبنا لزيارتهم ورأيتها وهي تخرج من غرفة سارة.

لكن شتان ما بينهما سارة تخرج مبتسمة مرحبة وهذه خرجت تمشي متبخترة تراجعت للوراء وابتسامة سارة تترأى أمامي .أتذكر أن سارة كانت تأتي بالقهوة والشاي وتقدم الأكل وأم زوجها جالسة متكئة كنت اشعر بأنها جافة الطبع وعندما علمت لاحقا بأنها سبب إنفصال سارة عن زوجها رغم الحب الكبير بينهما لم أعد أرتاح لها .مسكينة تلك المرأة التي يتدمر بيتها بسبب الظلم ومسكين ذلك الزوج الذي يذهب ضحية من حوله .

ذهبت سارة ولعل الله سبحانه وتعالى قد عوضها خيرا وسمعت بأن من اختارتها أم …… لتكون زوجة لابنها وخليفة لسارة قد خرجت من منزلهم لتستقل منزلا أخر بعد أن كثرت مشاكلها معهم .

أسعدك الله ياسارة ومتعك بالصحة والعافية إن كنت لازلت على قيد الحياة وغفر الله لك إن كنت قد فارقتيها.

والسؤال الذي يدور بذهني كثيرا كم من سارة عاشت فرحة لا توصف في حياتها ؟؟؟ وأتى معدوم الضمير أيا كانت صفته ليسلبها هذه الفرحة دون مبرر !!!!!