عرفته منذ نحو ربع قرن ..كان رجلا بسيطا لكنه مكافحا في الحياة التي ظلمته كثيرا ..
صالح بن فائز الحسيكي إعلاميا مخضرما نشأ في مرحلة الجيل الرابع من الإعلاميين السعوديون..
كان يمارس عمله بصمت حاربه البعض ولم يمنحه فرصة الوصول تحمل اعباء كثيرة وارهقت كاهله مواجع السنين وكأن الحرب الشعواء والرياح العاتية التي صمد امامهما لم تكن لتكفي فؤاده ليستكين..
فتعرض للكثير من الضغوط حتى شعر بالوهن وكاد المرض يفتك به ..
لكن عزيمة الرجال التي تعيش في دواخله أبت عليه ذلك ..
تخلى عنه الكثيرون ممن كانوا حوله لكن يدا وحيدة كانت تلملم مواجعه كانت زوجته ام سعد اكبر سندا له وكلما عاد إليها يشكوا آهاته التي احرقت قفصه الصدري تحتضنه بالحب الصادق حتى وهي في مرضها الذي اخفته عنه كي لايشعر بالوهن والتراجع أمسكت بيده للسير قدما ..
طعنته بعض الصحف التي تفانى بالاخلاص من اجلها بالفصل التعسفي لمكائد البعض وفي كل مرة يعود منكسر الخاطر ..
تراكمت عليه المسؤوليات مابين أطفال وزوجة وبيت ..
لكنه لم يستسلم وقف بكل عزة نفس حتى انه باع الشاي على الطرقات وهو يفاخر بتلك المرحلة من حياته ولكي لاتنكسر نفسه سوى لله عز وجل ..
لملم شعثه وعمل بصمت لكن مراحل العلم المتقدم كانت تسبقه فحصل على الماجستير وتوظف بأقل من خبرته وبراتب يكاد لايكفي لكنه لم يتأفف من كل ذلك بل مارس العمل بعيدا عن أسرته وكان يتنقل مابين الرياض وجدة تارة في عمله واخرى بين أسرته الصغيرة ..
أبا سعد ..انموذجا للرجل المكافح صاحب وطنية عالية لم تثني عزيمته كل المغريات .
والوظائف خارج وطنه لإنه يرى في قرارة نفسه مهما حصل الوطن اولا واخيرا ..
اليوم د.الحسيكي حصل على درجة الدكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة..
واليوم ايضا يحدونا الفخر والاعتزاز بهذا الرجل الذي تحمل كل آلالام الدنيا ولم تسقطه حالات الوجع او تقهره كل المظالم التي تعايش معها ..
نبارك لأنفسنا بالدكتور الاعلامي والصديق .صالح بن فائز الحسيكي .ولمثل هذا فليعمل العاملون ..وكفى ..
التعليقات
اترك تعليقاً