حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع ملحوظ في أعداد الإصابات بمرض الزهري على مستوى العالم، وهو مرض قديم يُعرف بخطورته ومكره الشديد، إذ يمكن أن ينتقل دون ظهور أعراض واضحة على المصاب، مما يزيد من سرعة انتشاره.

وفي حلقة حديثة من برنامج “العلوم في 5″، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية، أوضحت الدكتورة تيودورا إلفيرا واي، رئيسة فريق الأمراض المنقولة جنسيًا في المنظمة، أن هناك نحو 8 ملايين إصابة بمرض الزهري هذا العام.

والأخطر أن الإصابات تتزايد بين النساء الحوامل، مما يعرّض الأجنة لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة، تشمل وفاة الأجنة، والولادة المبكرة، إلى جانب التهابات مزمنة قد تلازم الأطفال حديثي الولادة طوال حياتهم.

طرق الانتقال والمراحل الخطيرة
ينتقل مرض الزهري من خلال المعاشرة الزوجية، أو عبر نقل الدم الملوث، كما يمكن أن تنقله الأم المصابة إلى جنينها أثناء الحمل.
ووصفت الدكتورة تيودورا المرض بـ”المخادع”؛ حيث قد لا تظهر أي أعراض على المصاب في مراحله الكامنة، ما يزيد من خطر انتقال العدوى إلى الشريك دون علم.

ينقسم مرض الزهري إلى مراحل متعددة:

المرحلة الأولية: ظهور قرحة صلبة غير مؤلمة تختفي تلقائيًا.
المرحلة الثانوية: طفح جلدي لا يسبب الحكة، يظهر على راحتي اليدين وباطن القدمين، مصحوبًا بأعراض تشبه الإنفلونزا.
المرحلة الكامنة: تختفي الأعراض تمامًا، لكن المرض يظل موجودًا وينتقل للآخرين.
المرحلة المتأخرة (الثالثية): تؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تُصيب الدماغ، الأعصاب، والقلب.

العلاج والوقاية
أكدت الدكتورة تيودورا أن مرض الزهري قابل للعلاج باستخدام المضادات الحيوية، مثل البنسلين، إذا تم اكتشافه مبكرًا.
ودعت إلى ضرورة الفحص المبكر عند الشك بالإصابة، مشددة على أن الوقاية هي الخيار الأهم من خلال الالتزام بـ علاقات زوجية آمنة وسليمة.

تحذير للمتزوجين
نبهت منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض يكون أكثر عدوى خلال المرحلتين الأولى والثانية، حتى في حالة عدم ظهور أعراض واضحة. ومن هنا، يصبح الفحص الطبي الدوري ضرورة ملحة للوقاية وحماية الشركاء والأبناء من المضاعفات الخطيرة.

الرسالة الأهم: مرض الزهري خطير لكنه قابل للشفاء، والوعي المبكر والالتزام بالوقاية هما خط الدفاع الأول للسيطرة عليه.