في مقدمة هذا المقال سأتحدث عن اللاعب حديث العالم “لامين يامال” (بالإسبانية) وباللغة العربية الأمين جمال منير نصراوي إيبانا من مواليد 13يوليو 2007م الذي يبلغ من العمر 17 سنة و6 أشهر فقط، وهو أسباني من أصول مغربية ولاعب كرة قدم محترف في مركز الجناح تخرج من أكاديمية لاماسيا الشهيرة التابعة لنادي برشلونه ومثَّل منتخب إسبانيا في جميع الفئات السنية من تحت 15 سنة إلى المنتخب الأول وحصل على العديد من الجوائز الشخصية مثل لاعب الشهر في الدوري الإسباني تحت 23 سنة في أغسطس 2023م وأغسطس 2024م ولاعب الموسم في الدوري الإسباني تحت 23 سنة لعامي 2023/2024م و وجائزة توتو سبورت للأصغر 2023م وهداف بطولة أوروبا تحت 17 سنة عام 2023م وأفضل لاعب شاب في بطولة أمم أوروبا 2024م وجائزة كوبا 2024م والفتى الذهبي لعام 2024م ولاعب الشهر في الدوري الإسباني سبتمبر 2024م وجائزة أفضل لاعب ناشئ من جلوب سوكر وصاحب أفضل هدف لشهر مارس 2024م في الدوري الإسباني.

كل هذه المعلومات عن لاعب في مقتبل العمر ولديه إنجازات بهذا الحجم الجبار في دوري قوي مثل الدوري الاسباني الرابع عالميا حسب تصنيف شبكة “أوبتا” لإحصائيات كرة القدم لعام 2023/2024م، يجعلنا نوجه استفسارا مهما للجنة الاستقطاب وصندوق الاستثمارات على تكرَّمهم المشكور في توجيه بعض استثماراتهم في الدوري السعودي عن طريق اللاعبين المحترفين، والسؤال هو لماذا نستقطب لاعبين كِبار في السن حتى لو كان ذلك من أجل توجيه الأنظار العالمية للدوري السعودي وتسويقه فنيا وإعلاميا إلا أنه ومن وجهة نظري الخاصة أننا نحتاج فئة من اللاعبين الشباب الذين لهم طموح ورغبة في الإبداع والإنجاز وتحقيق البطولات في مجال كرة القدم أمثال يامال وغيره من الموهوبين في دول أوروبا وأمريكا اللاتينية وقارة أفريقيا التي تزخر بالمواهب والبنية الجسدية الرائعة في خانات الهجوم والجناح والمحور والدفاع، من أجل إمتاع العالم بهذه المواهب عالية الطموح ورفع مستوى الدوري السعودي فنيا وتسويقيا وإعلاميا بدلا من اللاعبين المستهلكين الذين نرى أغلبهم في الدوري السعودي أسماء عالمية دون طموح أو لياقة أو حتى مجهود يضاهي مجهوداتهم في الدوري الأوروبي بل أن البعض منهم توقف طموحه مع العقد الضخم الذي حققه في الدوري وتجد بعضهم لا يستطيع إكمال شوطين بسبب اللياقة أو التعالي على زملائه اللاعبين أو يرفض الإعارة أو بيع ما تبقى من عقده الحالي وفي الآخر يكون النادي المحلي هو المتضرر الأكبر من هذه الفئة غير الفعَّالة.

إن إعادة النظر في سياسة استقطاب اللاعبين الأجانب وأعمارهم وأداءهم داخل المستطيل الأخضر وحتى الدول التي نستقطب منها لاعبين أمر مهم لنجاح مشروع الاستقطاب، وليس عيبا أن نقوم بتقييم تجربة الاستقطاب ونضع النقاط على الحروف مع تغيير بعض التوجهات في هذه السياسة بما يفيد كرة القدم السعودية بالتنسيق مع وزارة الرياضة واتحاد كرة القدم وخبراء الرياضة في المملكة كعدد اللاعبين الأجانب وعقودهم والمراكز المطلوبة التي تمكننا من استثمار هؤلاء اللاعبين الأجانب وبيع عقودهم وتسويقهم والاستفادة من ذلك فنياً ومادياً، بدلا من تكديسهم وعدم القدرة في تصربفهم وتكبد خسائر كبيرة في إنهاء عقودهم، وذلك من أجل إعداد دوري محلي قوي يجعل المنافسة في دورينا عالية المستوى و يكون له تأثير إيجابي على المنتخب السعودي الذي تضرَّر كثيرا من عدم تمثيل اللاعب المحلي للأندية وأصبح أغلب لاعبي المنتخب احتياط في أنديتهم، بل أن البعض منهم لا يتم إشراكهم إلا في مباريات المنتخب الرسمية.

إن البحث عن لاعبين بحجم وإمكانات ومهارات وطموح لامين يامال تتطلب التركيز على دوري الفئات السنية في دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والدول الأفريقية من قبل كفاءات محلية عالية المستوى تستطيع تقييم المواهب واختيارها واستكشافها واستقطابها للدوري السعودي بمبالغ معقولة وغير مبالغ فيها وإعادة استثمارها إن تطلب الأمر وتفيد الدوري السعودي على المدى البعيد وتحقق المتعة في كرة القدم التي بدأنا نفقدها مع الأسماء الكبيرة والمستهلكة ذات الأداء الباهت والمستوى السيء والتعالي الواضح على الدوري المحلي، ناهيك عن دعم أكاديميات الأندية والأكاديميات المحلية الخاصة بكرة القدم لاكتشاف المواهب السعودية ومواهب المواليد في الفئات السنية بمختلف مراحلها، والاهتمام بهم وصقل مواهبهم وإيجاد أماكن خاصة لهم في الدوري السعودي ودعمهم ماديا ومعنويا وفنيا بكفاءات تدريبية محلية وأجنبية حسب الاحتياجات التي تفرضها الساحة الرياضية لصناعة منتخب سعودي قوي ومنافس من الآن لكأس العالم 2034م الذي هو حلم الرياضة السعودية.