Slaati
غازي عماش

العنف الأسري والمجتمعي

منذ 10 شهر03302

مشاركة

أن الإنسان يُصدم في الكثير من الأحيان عندما يشاهد بعض مظاهر المعاملة السيئة للأطفال في الكثير من المجتمعات ويشعر في الحزن اتجاه هذه المعاملة حيث دفع الكثير من الأطفال فاتورة هذا العنف الأسري والمجتمعي دون أي ذنب اقترفوه، ولربما يتسأل الطفل عندما يكبر لماذا تعرض للعنف في مرحلة من مراحل حياته؟! ولماذا هو يدفع ثمن ذلك لأسباب ليست من شأنه؟! وهي لربما تكون بسبب مشاكل أسرية بين الأب والأم أو الأقارب أو بسبب غياب الرعاية والعطف في الأسرة أو لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية.

ولذلك لقد رأيت عندما زرت بعض المجتمعات ما يحصل للأطفال من سوء المعاملة والعنف الموجه لهم، وهذا يحرك المهتمين وأصحاب الشأن لدراسة العوامل التي جعلت الطفل يصبح ضحية هذا العنف ، وكذلك تجعلنا نعيد الحسابات في أساليب التربية وأثرها في العنف على الأطفال في المستقبل، بالإضافة إلى دور الأعلام ومؤسسات التربية في تبصير الأطفال نحو الاتجاه السليم للتخلص من العنف، ولهذا سعت الكثير من المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية لبحث العنف ضد الطفل وخصصت برامج لحماية الطفل مما يعني أنه موضوع جدير في الاهتمام ويحظى في رعاية عالمية ومحلية.

أن الكثير من التغيرات التي بدأت تحصل في المجتمعات إنما هي تغيرات متسارعة حدثت نتيجة عوامل ومن أهمها التغيرات الحاصلة في النسق الأسري و ثورة التواصل الاجتماعي الحاصلة اليوم في العالم والتي تنقل كل ما يدور في العالم في لحظته وهذا انعكس على النسق الأسري.

لذلك فأنه من الأهمية بمكان أن يحتاج الإنسان فهم ودراية في معرفة تكوين شخصية الطفل وتلبيه احتياجاته وفقاً للمستطاع والبعد كل البعد عن المواجهة العنيفة مع الطفل لأن لذلك سوف ينعكس عليه سلبياً في المستقبل ولربما يسبب له عقد نفسية واجتماعية. وهنا يبرز دور مؤسسة الأسرة باعتبارها من أهم المؤسسات الاجتماعية في تربية الطفل ورسم المسار الصحيح لمسيرة حياته وفقاً للتربية الصحيحة وبما يتناسب مع حجم وظيفة الأسرة ولذلك يؤكد علماء الاجتماع أن للأسرة مهام ووظائف ملزمة بها ومنها:

-الوظيفة النفسية: وهي من أهم الوظائف التي تحقق مستوى عالي من الأمان الملائم للطفل وتحقيق الذات ولذلك فأن علماء النفس يرون أنه من المحظور اجتماعياً ونفسياً استخدام طرق التهديد النفسي لأنها تصيب الطفل بالخوف والارتباك والعقد نفسية في المستقبل ويحثون بكل طرق الإلزام على استخدام أساليب علمية وطرق نفسية صحيحة لتحقيق التربية للطفل دون الأضرار به نفسياً ، وقد رسم علماء النفس ما يسمى بالخبرات السارة والخبرات الضارة وهي ما يكتسبه الإنسان في صغره فأنها تبقى في مخيلته مدة طويلة من الزمن ولك أن تتخيل لو اكتسب الطفل خبرات ضارة فهي سوف تبقى تلاحقه نفسياً حتى نهاية عمره.

-الوظيفة الاقتصادية: لما توفره الأسرة من أساسيات الحياة من طعام وشراب وكساء وهو لابد أن يكون بشكل فيه إشباع كامل للطفل وهذه الوظيفة فيها إشكاليات كبيرة حيث تفشل بعض الأسر في تحقيق هذه الوظيفة وذلك يرجع لأسباب الدخل المادي، وأحياناً إلى سوء إدارة المال مما يكون ضحية ذلك هو الطفل لذلك يجب على مؤسسة الأسرة مراعاة تحقيق الوظيفة الاقتصادية بكل ما يمكن تحقيقه وفقاً للموارد المتاحة.

- وظيفة الضبط الاجتماعي: وتندرج مساهمة الأسرة مع مؤسسات الضبط الأخرى في ضبط سلوك الطفل من خلال مبدأ الثواب والعقاب ولكن أن يكون هذا الضبط مشروط بحيث يكون بعيد كل البعد عن أشكال العنف الأسري بكل أنواعه.

أن الطفل من حقه أن يُوفر له بيئة أسرية واجتماعية صحية حتى نحقق بناء وتكوين إنسان صالح في المستقبل، ولذلك أن ظاهرة العنف أصبحت سمة من براثن التخلف والرجعية التي كانت تستخدم في بعض الأزمنة ولهذا يجب على جميع المجتمعات تجاوز هذا العنف نحو بناء طريقة تربوية تتواكب مع تطلعات الطفل وتحقق له تكوين شخصية سليمة يحقق من خلالها ذاته وكيانه لا سيما أنه يوجد طرق تربوية حديثة تحقق ما تصبو له الأسرة بعيداّ عن جميع أشكال العنف.

 

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

7cd812bd-2e71-4b74-8a8c-edd0772e30ec.jpg
الصنيع: في قضية بطولة السوبر اللائحة فقط طبقت على الهلال.. فيديو
الرياض
منذ 10 دقيقة
0
1378
67f681b9-58fe-4774-b7f5-0ffb5b339e1e.jpg
الدعيع: الهلال الأرجح للفوز بلقب الدوري هذا الموسم.. فيديو
الرياض
منذ 25 دقيقة
0
1457
a652ffdf-b41f-4e4c-b8c0-1aa4ea36c4e4.jpg
بالعبيد: بطولة كأس آسيا 2027 ستقام على 8 ملاعب في الرياض وجدة والخبر.. فيديو
الرياض
منذ 28 دقيقة
0
1474
f47665e4-60c5-4afa-85c0-5a538b7bd8cd.jpg
مراد الهوساوي يغيب عن مواجهة الهلال ويبدأ التأهيل للعودة للخليج
الرياض
منذ 30 دقيقة
0
1479
337e4528-56fc-40c4-bc89-a8328f78dee8.jpg
فيصل بن تركي: رينارد رفض تدريب النصر
الرياض
منذ 50 دقيقة
0
1581
إعلان
مساحة إعلانية