تسببت التوترات الأخيرة بين إسرائيل وإيران في تحوّل غير مسبوق في حركة الطيران المدني بالمنطقة، بعدما قررت العديد من شركات الطيران الدولية تعديل مساراتها الجوية لتفادي الأجواء الإيرانية، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الرحلات التي تعبر أجواء أفغانستان.
وبحسب تقارير دولية، سجلت أفغانستان رقمًا قياسيًا وصل إلى 191 رحلة في يوم واحد، وهو ارتفاع يتجاوز 500٪ مقارنة بذروة حركة الطيران في أغسطس 2023.
وجاء هذا التحول في أعقاب الضربات الإيرانية على إسرائيل مطلع أكتوبر، التي دفعت شركات الطيران للبحث عن مسارات أكثر أمانًا وسط تصاعد المخاطر في المجال الجوي الإيراني.
وتستفيد أفغانستان – التي تدير مجالها الجوي تحت إشراف سلطات طالبان – من هذا الارتفاع الحاد، حيث تفرض رسوماً ثابتة تبلغ 700 دولار على كل رحلة تعبر أجوائها، بغض النظر عن نوع الطائرة أو مدتها في المجال.
وتشير التقديرات إلى أن هذا الزخم في العبور الجوي يدر على أفغانستان ما بين 100 إلى 130 ألف دولار يومياً، أي ما يعادل نحو 4 ملايين دولار شهرياً، في وقت تمر فيه البلاد بظروف اقتصادية صعبة وتسعى لزيادة مصادر الدخل.
لكن في المقابل، تواجه شركات الطيران تحديات مالية معقدة عند تسديد هذه الرسوم، نظرًا للعقوبات الدولية المفروضة على طالبان، وهو ما يدفعها إلى التعامل عبر وسطاء ماليين في دول مثل الإمارات، لتجنب الدخول في مخالفات قانونية أو انتهاك للوائح العقوبات.
وباتت أجواء أفغانستان ممرًا جوياً رئيسياً للرحلات المتجهة من آسيا إلى أوروبا، وهو ما يعيد رسم خريطة الطيران المدني في المنطقة مؤقتاً، في ظل تواصل التوترات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط.
التعليقات
اترك تعليقاً