Slaati
خالد سعود الحربي

حين تُصبح المجالس فخًا للغيبة

منذ 6 شهر01446

مشاركة

في زمن التواصل السريع والكلمات المتدفقة بلا توقف، تحوّلت كثير من المجالس إلى مساحة خصبة لغيبة الآخرين، وكأن الحديث عن الناس أصبح عادة اجتماعية لا تستدعي الوقوف أو التأمل. تتبدل المواضيع، لكن الثابت فيها هو التطرق إلى الآخرين، حياتهم، اختياراتهم، وحتى زلاتهم، في غيابهم.

إن الغيبة ليست مجرد زلة لسان أو خفة ظل عابرة، بل هي سلوك مرفوض وقول مُدان شرعًا وأخلاقًا، نهى عنه الإسلام بشدة، حتى شبّه من يقع فيها بمن يأكل لحم أخيه ميتًا. أي بشاعة هذه الصورة؟ وأي نذير أقوى منها؟!

الخطير أن بعض الناس يزينون الغيبة بعبارات منمقة، فيسمونها “صراحة”، أو يغطّونها بثوب “النصح”، أو يبررونها بـ”تنفيس” عن الذات، بينما في الحقيقة هي اعتداء على الكرامات، وإساءة تفتك بالثقة، وتنشر السم في العلاقات.

ليس من المقبول أن تظل المجالس ساحة للهمز واللمز، وأن نشارك فيها بوعي أو بلا وعي، دون أن ننتبه إلى الأثر العميق الذي تتركه كلماتنا في غياب من نتحدث عنهم. ومن الواجب أن نُعيد النظر في طريقة تفاعلنا، فننأى بأنفسنا عن هذه المهلكة، ونتعلم كيف نحافظ على طهارة مجالسنا ونقاء ألسنتنا.

بوسع كل واحد منا أن يكون نقطة تحول في محيطه، بأن يُحسن اختيار المواضيع، ويقود الحديث نحو ما هو نافع ومُلهم: كقصة نجاح، أو عبرة من تجربة، أو حتى نقاش عن فكرة بنّاءة.

المجالس ميدان للتأثير والتواصل، فلنحسن استغلالها، ولنُجعل منها مرآة لأخلاقنا، لا ساحة لمحاسن الغيبة الخادعة

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-12-19 at 5.26.16 PM (1).jpeg
الابن الأصغر لإبراهوفيتش يلتحق بشقيقه في ميلان
وكالات
منذ 26 دقيقة
0
1433
WhatsApp Image 2025-12-19 at 5.25.08 PM (1).jpeg
اشتهاء السكريات صباحًا: أسباب هرمونية وسلوكية والحلول الصحية
الرياض
منذ 26 دقيقة
0
1429
WhatsApp Image 2025-12-19 at 5.36.22 PM.jpeg
سقوط مأساوي من الطابق العاشر لمشهورة برازيلية على يد زوجها
برازيليا
منذ 26 دقيقة
0
1433
WhatsApp Image 2025-12-19 at 5.42.29 PM.jpeg
ضبط وافد حاول دخول المملكة بطريقة غير مشروعة
الرياض
منذ 26 دقيقة
0
1432
WhatsApp Image 2025-12-19 at 4.44.51 PM.jpeg
الفيفا يوقف الشباب وضمك وأندية أخرى من التسجيل
الرياض
منذ 58 دقيقة
0
1561
إعلان
مساحة إعلانية