Slaati

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف

منذ 2 شهر01529
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف

مشاركة

مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله تعالى وطاعته والعلم أن أمامهم موتًا وقبرًا، ونشورًا وحشرًا وجزاءً، فمنعّم مسرور ومعذب مثبور.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إن القلب هو محل نظر الرب، فمن لقي الله بقلبٍ سليم، فقد أفلح وأنجح، ومن لقيَهُ بقلبٍ مريض، فقد خاب وخسر، وأمراض القلوب كثيرة، ومن أخطرها مرض القسوة، فصاحب القلب القاسي يُعرِض عن التوبة والإنابة، حتى عند نزول الابتلاء والمصيبة، فيصبح قلبه مرتعًا للشيطان ولا يستجيب لمواعظ القرآن.

وأوضح المعيقلي أن الحياة قصيرة مهما طالت، وأيامها قليلة مهما كثرت، والموفق من عاش فيها على طاعة ربه، وتزوّد منها ليوم لقاء خالقه، والخاسر من أتبَعَ نفسهُ هواها، وتمنى على الله الأماني حتى يفجأْهُ الموت وهو على غفلته، فلم يتهيّأ بعمل صالح يكون سببًا لنجاته، فالمرتحلون من هذه الحياة صنفان، ميّت يستريح من تعب هذه الدار ويُفضي إلى راحة دار القرار، وميّت يستريح منه العباد والبلاد ويفضي إلى سوء المصير وبئس المهاد.

وأكد أن الإنسان إذا ماتَ فقد قامت قيامته، فالقبر أول منازل الآخرة جَعلَهُ الله موعظةً وعبرة يَرِقُّ لها القلب وتدفع الغفلة وتُعين على الاجتهاد في الطاعة، فلا ينفع الإنسان في قبره إلا عمله.

وأشار فضيلته إلى أن في زيارة المقابر من التذكر والتفكر مايبعث المرء على الخوف والوجل والمسارعة إلى الطاعة والعمل، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة، فلذا حث النبي على زيارة القبور للعظة والتذكر، والدعاء للأموات فالقبور ممتلئة ظلمة ينيرها الله بدعاء الصالحين من عباده.

ونوّه الشيخ المعيقلي بحُرماتٍ للقبور: فلا يجوز وطؤها ولا الجلوس عليها ولا الصلاة إليها أو اتخاذها مساجد، كما لا يجوز تعظيم قبور الصالحين والبناء عليها، فضلًا عن الطواف حولها والذبح والنذر لها أو دعاء أصحابها والاستغاثة بهم، وطلب الحوائج وتفريج الكربات منهم، والاقتصار على ما سُنَّتْ له زيارة القبور من الاتعاظ والتذكر، والسلام على الأموات والدعاء لهم، وتجنّب ما يسخط الرب عندها.

كما  أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فإنها زاد المؤمن في دينه، وحرزه عند لقاء مولاه من تمسك بها سعد، ومن أعرض عنها شقي وابتعد.

وقال فضيلته: في هذا العصر الرقمي المتسارع، تشعبت المنصات، وتعددت النوافذ فأصبح الصوت الواحد يُسمع في لحظات، ويصل صداه إلى الآلاف، وربما الملايين، وبرزت وجوه وشخصيات لها تأثير وحضور عبر نوافذها الشخصية، وقدراتها التقنية نالت القبول لأسباب متعددة: إخلاص في العطاء، أو حكمة في القول، أو نفع للناس، أو صدق في تمثيل قيم الدين، وتحصين الوطن، أو روح تبعث على العمل والتفاؤل ، هؤلاء هم من يطلق عليهم اليوم "المؤثرون"، والمشهورون في مجتمعاتهم، وليس التأثير محصورًا فيمن يحمل لقبًا أو شهادة، بل هو في حقيقته كل من يتابعه الناس، ويصغون إليه، ويتأثرون بكلمته، أو سلوكه، أو فكرته، أو حتى طريقته في الحياة.

وبين فضيلته أن المكانة التي يصل إليها المؤثر نعمة، ومن النعم ما يعلو شأنه إذا قرن بالمسؤولية، وحسن هذه النعمة أن يستشعر أنها أمانة، وأن يقدر ما تحمله من تبعات دينية وأخلاقية ووطنية، فليس التأثير وجاهة، بل تكليف خفي يقاس بعمق الأثر النافع، لا بعدد المتابعين، فالمؤمن الحق يعلم أن الأثر الصادق هو ما يصلح ولا يُفسد، ويُوحد ولا يُفرّق.

وأشار فضيلته إلى أنه ما أجمل أن يدرك صاحب التأثير، أن ما بين يديه قد يكون من أثقل ما يوضع في ميزانه، إن نوى به نفع الناس، وتخفيف آلامهم، وبث الأمل فيهم، وربطهم بربهم، وتنبيههم إلى ذواتهم، وشحذ هممهم للتنمية، وإنارة عقولهم بالعلم، وإيقاظ قلوبهم بنور الإيمان، فكم من كلمة صدق أحيت قلبًا خامدًا، وكم من موقف أخلاق أصلح بيتًا مضطربًا، وكم من مبادرة خير رفعت أمة، وأحيت روح التعاون في وطن كريم، فإذا علم أن كلمته قد تغير مجرى حياة، أو أن مقطعًا عابرًا من يومياته قد يعيد تشكيل سلوك، أو أن تعليقًا عفويًا قد يصبح قرارًا في قلب متابع، فإنه من وعيه وصدقه يُعيد النظر فيما ينتج، ويُراجع نفسه في كل ما ينشر ، قال رسول الله ‘: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه).

وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي خطبته مبينًا أن المؤثر أصبح شريكًا في تربية النفوس، فأحرى به أن يكون على قدر هذه الشراكة، فيزرع القيم، ويُنير الطريق، ويُشجع على العمل النافع، ويغرس في النفوس حب البناء، وروح الألفة، ونبل الانتماء، وليكن لخطابه أثر في صناعة الإنسان الصالح الذي يُعمر الأرض بالإيمان والعمل، نعم، في ساحتنا الإعلامية اليوم فئة مباركة، اتخذت من منصاتها منبرًا تفيض رسالتها بالخير في مجالات منها الدين والتربية والأخلاق والصحة والهوية والانتماء، والأمن؛ تحمل في محتواها روح الرحمة، وتستشعر مسؤوليتها في بناء جيل متوازن يحب دينه وأمته ووطنه.

6db68ea7-23a5-407e-8375-ff1a4ebb67a2.jpg

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

G8uR-M4aIAA1Fke.jpg
وفي المطر حياة وذكريات
منذ 13 دقيقة
0
1392
650113a1-d6f6-4bef-a0ae-10ff6d60da31.jpg
كونسيساو: نفذنا 31 عرضية أمام ناساف ونطمح لأكثر من 40 أمام الشباب
الرياض
منذ 14 دقيقة
0
1392
9b954a42-9874-4ee6-ba5c-4e4f941d9e85.jpg
ميجيل يحدد 24 ساعة لفحص أنجيلو
الرياض
منذ 14 دقيقة
0
1395
G8yy6o6XQAAemYE.jpg
وليمة في زمن الطيبين
منذ 21 دقيقة
0
1429
a5f5b8d9-7a67-432b-a26e-13e1887774ed.jpg
الكاف يحرم جماهير الجيش الملكي من مباراتين في دوري الأبطال
الرباط
منذ 25 دقيقة
0
1443
إعلان
مساحة إعلانية