من الحدائق إلى الإشارات الذوق العام أين موقعه
الذوق العام ليس مجرد لائحة أنظمة، ولا لوحة إرشادية على باب السوق، بل هو مجموعة من السلوكيات الراقية التي تُظهر مدى احترام الإنسان لنفسه ولمن حوله.
وهو أن تتصرف بأدب، وتتكلم بلطف، وتلبس باعتدال، وتتحرك بوعي حتى دون أن يطلب منك ذلك.
المشهد لم يعد نادرا أو غريبا بل أصبح جزءا من الروتين اليومي أن تذهب للحديقة نريد تنفس هواء نقيا ليفاجئك أحدهم بـ سروال فوق الركبة كأنه خارج من مسبح أو في بيته ،والمصيبة أنه يتصرف بكل فخر وكأن الموضة العالمية انطلقت من تحت ركبتيه.
الحديقة والمولات والبحر تحولت إلى عرض أزياء فوضوي.
ويا ويلك لو علّقت بيقولك أنا حر نعم حر، لكن للأسف، الذوق العام مخترق بسببك.
أين احترام العائلات الأطفال النظرة العامة
هل صارت الراحة الشخصية عذرًا لتجاوز الأدب؟
إشارات المرور تحولت إلى سينما مفتوحة بأصوات موسيقى غربية مزعجة
تقف عند الإشارة بهدوء، يفاجئك صاحب سيارة بجانبك، مشغل موسيقى بصوت ترتج منه سيارتك حتى تفكر هل هذه إشارة أو حفلة DJ؟
يا أخي، سمعناك، وودنا ننسى إننا سمعناك.
من الذوق العام إحترام الطوابير مجموعة كبيرة في طابور ويدخل أمامهم شخص بخطى واثقة، نظرة جانبية، ثم يقف أمامهم ، ويتسلل كأن شيئًا لم يكن. لا أحد يعرف من أين جاء، لكنه فجأة أمامك!
وعندما تهمس له بأدب لو سمحت، احنا طابور ، يرمقك بنظرة فيها استغراب، ثم يقول العباره الشهيرة أنا مستعجل.
(كلنا مستعجلين بس نحترم الآخرين)
ومن الذوق كذلك، ألا تُحوّل الحدائق إلى مكبّ نفايات، ولا نافذة سيارتك إلى سلة مهملات تُرمى منها علب العصير والمناديل.
(الشارع ملك للجميع والحديقة ملك عام)
همسة
الذوق العام هو سلوك يومي بسيط، لكنه يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياتنا وتعايشنا.
فلنرتقِ بأخلاقنا، بألفاظنا، وبسلوكياتنا، فـ الذوق لا يكلف شيئا ، لكنه يُكسب كل شيء.
