Slaati
غازي عماش

التصور الفلسفي للإنسان

منذ 25 يوم01552

مشاركة

أن ماهية التصور الفلسفي للإنسان يعتبر من المواضيع المعقدة والتي أخذت طابع واسع في محاولة فهم هذا التصور، ولذلك يرى بعض المفكرين أن العلم لم يصل حتى هذه اللحظة إلى فهم الإنسان ككتلة عضوية ونفسية واجتماعية وأخلاقية موحدة فمازال يصعب الوصول إلى عمق هذا التصور الفلسفي للإنسان وقد استنتج الكثير من المفكرين أن فهم الإنسان كتصور فسلفي موحد ربما يصل إلى الاستحالة العلمية ويدخل في حيز المحيط الثقافي المغاير والاختلاف الفكري المتباين بين الشعوب.

أن التصور الفلسفي في تعريفه ومفاهيمه للطرف المقابل ينظر لكل ما يقابله حسب نظرته الفلسفية فلو أخذنا التصور الفلسفي من الناحية المادية فأنه يأخذ الإنسان إلى نظرة مادية بحتة يتكون من أعضاء تحدث فيما بينهم تفاعلات كيمائية وعضوية ويستبعد جميع أشكال التصور الفلسفي المخالف للنظرة المادية ، وكذلك التصور الفلسفي الاجتماعي يرى أن الإنسان هو كائن اجتماعي بطبعة الفريد ويتأثر ويؤثر في محيطة الاجتماعي وفي علاقاته الاجتماعية، وقس على ذلك التصور الفلسفي النفسي الذي خاض في بحوره عالم النفس الشهير/ سيجموند فرويد حيث طرح العديد من المفاهيم واستطرد إلى الكثير من المعارف النفسية التي نختصرها في أن الإنسان هو وحدة نفسية مرتبطة بالعمليات النفسية والعقلية والعاطفية التي تؤثر وتتأثر في محيطها النفسي والعاطفي ولا يمكن عزل هذا المحيط عن النفس البشرية.

 لقد دار الحوار والجدل حول التصور الفلسفي للإنسان وكان يركز في مجمله إلى الجانب المادي وهي أطروحة من الفكر الغربي حيث ينظر الغرب للإنسان كمادة مستوحاة من التركيبة القائمة في بنيته الجسدية وتركيبته العضوية البحتة. 

كما يركز بعض المفكرين العرب مثل المفكر العراقي الراحل/ علي الوردي على الجانب الاجتماعي والأخلاقي ويعزز من هذا الجانب وذلك لقناعته أن تطور المجتمعات ونمو العلاقات الإنسانية لا يتم إلا من خلال فهم التصور الاجتماعي والأخلاقي باعتباره مدخلاً واسعاً لدفع الإنسان نحو السمو الأخلاقي والترابط الاجتماعي وفي هذا الجانب نستذكر رأي المفكر الغربي/ ديفيد هيوم حيث استفاض هيوم في كتابه الشهير " رسالة في الطبيعة البشرية" وطرح إشكالية فلسفية  تتضمن أن الأخلاق تقوم على العواطف والمشاعر فقط ولكن ابتعد هيوم كل البعد عن الوظيفة العقلية بمعنى أنه ينفى إلى حد ما وظيفة العقل في قياس الأخلاق وهذا ما يعيب الفكر الفلسفي لفهم الإنسان إذا كان منطلقه فلسفياً بحتاً،، فلو أغفلنا وظيفة العقل عن قياس الأخلاق لأصبح لا يوجد تمييز بين الأخلاق الحميدة والأخلاق الغير حميدة وهنا يُصبح الإنسان قد وقع في أمرين يجد في تمييزهما صعوبة بالغة وبرغم أن هيوم طرح مفهوم قيام الأخلاق على هذا النهج لكنه يبقى قد خالف طريق الصواب في إبعاد العقل عن الإطار الأخلاقي وهذا تصور فلسفي لا يمكن القبول به.

لقد رحل المفكر الإسكتلندي/ ديفيد هيوم وترك أرثاً فكرياً وفلسفياً وأصبح فيما بعد هو الأب المؤسس للثقافة الغربية كما يزعم بعض المفكرين الغربيين ويعتقدون أن ما يطرحه هو قريب للصواب ولكن الجواب هو أن في الفكر والفلسفة لا يمكن الاقتناع في الآراء والأفكار إلا إذا أثبتت حقيقتها وأصبحت واقعاً حسياً مستدركاً بين البشر بحيث يُجمع عليه العقل البشري بأنها حقيقة واقعية وهذا ما لم يستطيع هيوم الوصول له في بعض أطروحاته الفكرية والفلسفية.

أن النظريات والأفكار الهادفة لفهم التصور الفلسفي للإنسان لا يمكن أن تصل إلى استدرك كامل وذلك لصعوبة الاتحاد الفكري والثقافي والحضاري بين البشر فطالما هناك اختلافات وفروقات شاسعة لذلك يصعب الوصول إلى نتيجة فلسفية تؤدي إلى فهم كامل للإنسان ككتلة مركبة من الجانب العضوي والنفسي والاجتماعي ولا أعتقد أنه سوف يتم الوصول لهذه النتيجة الموحدة التي تؤدي في النهاية لبناء تصور فلسفي موحد للإنسان.

التعليقات ()

مشاركة

أخر الأخبار

WhatsApp Image 2025-12-18 at 1.04.34 AM.jpeg
فلاته: كلام رينارد غير واقعي وكأنه يطلب الإقالة.. ويطالب بتقليص عدد الأجانب .. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1670
WhatsApp Image 2025-12-18 at 12.16.51 AM.jpeg
ملف فابينيو يعود إلى طاولة الاتحاد قبل دخوله الفترة الحرة
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1664
WhatsApp Image 2025-12-18 at 12.00.24 AM.jpeg
الزلال: رينارد لا يريد أن يعمل.. فيديو
الرياض
منذ 1 ساعة
0
1680
WhatsApp Image 2025-12-18 at 1.53.45 AM.jpeg
قبل نهائي كأس العرب.. جماهير الأردن تهتف: هاتوا لنا المغرب .. فيديو
وكالات
منذ 1 ساعة
0
1701
WhatsApp Image 2025-12-17 at 7.33.45 PM.jpeg
جامعة نجران تعلن عن فتح القبول ببرامج الدبلوم عن بُعد
نجران
منذ 1 ساعة
0
1693
إعلان
مساحة إعلانية