شاهد تتفوق محليًا ونتفلكس تحافظ على الصدارة العالمية

نوره العرجاني -هيله السويلم - ساره العمران -روان الغريبي -ريتاج القحطاني
شهدت منصتا بث المحتوى «شاهد» و«نتفلكس» أداءً متباينًا ومثيرًا للاهتمام بين عامي 2023 و 2024، يكشف عن ديناميكيات مختلفة في السوق العالمية والإقليمية. حافظت «نتفلكس» على صدارتها كعملاق عالمي بفضل انتشارها الواسع وقاعدة مشتركيها الضخمة في مختلف القارات. وعلى الرغم من ضخامة هذه القاعدة، فقد نجحت المنصة في زيادة أعداد مشتركيها بشكل ثابت وملموس خلال عام 2024، مما يثبت قدرتها على الاستمرار في التوسع حتى في الأسواق المشبعة.
ماليًا، أظهرت «نتفلكس» أداءً مستقرًا، محققة زيادة جيدة في إيراداتها السنوية، ما يعكس نضج السوق العالمي الذي تعمل فيه وقدرتها على تحقيق نمو مستدام من خلال استراتيجيات تسعير وحزم محتوى عالمية. إن هذا الاستقرار المالي هو سمة لشركة تعمل ضمن نطاق جغرافي واسع، يقلل من تأثرها بالتقلبات في سوق إقليمي واحد.
في المقابل، برزت «شاهد» كقوة إقليمية تحقق نموًا بوتيرة أسرع داخل نطاقها الجغرافي. مدفوعة بالتركيز على المحتوى العربي الأصيل، سواء الأعمال الدرامية أو الإنتاجات الترفيهية الجديدة، وزيادة اعتماد المشاهدين المحليين عليها، سجلت «شاهد» نسبة نمو في قاعدة مشتركيها تتجاوز بكثير النسبة التي حققتها «نتفلكس». هذا النجاح يبرهن على أهمية المحتوى المتخصص في استقطاب الجماهير.
هذا النمو الهائل انعكس بشكل أوضح على الجانب المالي، حيث حققت «شاهد» قفزة هائلة في نمو إيراداتها، متجاوزة بكثير معدل النمو المالي للمنصة العالمية «نتفلكس». هذا التباين يوضح الفارق بين منصة عالمية تبحث عن استقرار الأداء ومنصة إقليمية تشهد مرحلة نمو وتوسع استثنائية ضمن سوق واعد نسبيًا. تؤكد هذه الأرقام أن «شاهد» تستغل بفاعلية اهتمام الجمهور المتزايد بالمحتوى العربي، بينما تواصل منصة «نتفلكس» تعزيز حضورها العالمي بثبات، معتمدة على اتساع قاعدتها الجماهيرية واستقرارها في أسواق عالمية متنوعة.






