أسباب تراجع السيارات الكهربائية وعودة المستهلكين إلى البنزين

الرياض
في تحول مفاجئ يعكس تحديات غير متوقعة في سوق السيارات العالمي، أشارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "إي واي" (EY) إلى أن قطاع السيارات يشهد مقاومة أكبر من المتوقع للتحول نحو السيارات الكهربائية.
وأظهرت الدراسة أن عددًا متزايدًا من المشترين بدأ يتراجع عن خياراتهم الكهربائية، مفضلاً العودة إلى سيارات محركات الاحتراق الداخلي التقليدية، مما يشير إلى أن المرحلة الانتقالية قد تكون أصعب مما كان متوقعًا.
وأكدت الدراسة وجود طلب متزايد على السيارات التقليدية، بينما يقل عدد المتسوقين الذين يفكرون جدياً في شراء السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية (BEVs)، ويعزى هذا التراجع جزئيًا إلى نقص وعي المستهلكين بالقيمة طويلة الأجل ومتطلبات الصيانة للسيارات الكهربائية مقارنة بمركبات الاحتراق الداخلي.
ولم يقتصر التراجع على السيارات الكهربائية بالكامل، بل شمل أيضًا الطرازات الهجينة، حيث يجد بعض المستهلكين أن التكلفة أو التعقيد التقني يشكلان عائقًا، بينما يظل آخرون يفضلون الاعتماد على النظام التقليدي المعروف، ورغم ذلك ينظر إلى السيارات الهجينة على أنها جسر انتقالي بين محركات الاحتراق الداخلي والكهرباء بالكامل.
ويعود هذا التحول إلى مجموعة معقدة من العوامل، أبرزها التحولات السياسية العالمية، تراجع الدعم الحكومي في بعض الأسواق، تباطؤ طرح الموديلات الجديدة، وتأخير خطط الإنتاج من بعض الشركات الكبرى، كما لا تزال مخاوف المستهلكين قائمة بشأن ارتفاع تكلفة استبدال البطارية، نقص شبكات الشحن العامة، وحدود مدى القيادة بالشحنة الواحدة، ما يثنيهم عن الانتقال الجماعي إلى السيارات الكهربائية.
ويعكس هذا الواقع مقاومة غير متوقعة لم يكن من المتوقع أن تواجهها الصناعة في مسيرتها نحو الكهربة الشاملة.






