أبو مرداع… حين يتحوّل الفقد إلى قوة اجتماعية نابضة بالعطاء

خاص
قال الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي عبدالرحمن الخيران إن التفاعل الواسع مع خبر وفاة أبو مرداع أعاد تسليط الضوء على عمق التماسك الاجتماعي، وقدرة المجتمع على تنظيم استجابته الإنسانية في لحظات الفقد. مشيرًا إلى أن المشهد لم يتوقف عند حدود الحزن، بل تجاوزها ليعكس منظومة قيمية راسخة قوامها التعاطف والتكافل وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
وأوضح الخيران أن الوفاة تمثل، من الناحية النفسية، حالة من الحزن الجمعي، حيث يتشارك الأفراد مشاعر الأسى بوصفها استجابة وجدانية طبيعية للفقد. هذا النوع من التفاعل، بحسب الخيران، يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، ويدفع نحو تحويل المشاعر السلبية إلى سلوك إيجابي يمنح الحدث معنى نفسيًا أعمق، ويحد من الإحساس بالعجز.
وتجلّت هذه الاستجابة بوضوح في المبادرة المجتمعية السريعة للتبرع لبناء مسجد صدقةً جارية عن أبو مرداع خلال فترة وجيزة، في مشهد يعكس حضور ثقافة العطاء والعمل الخيري كجزء أصيل من البنية الاجتماعية، لا بوصفه رد فعل عاطفيًا مؤقتًا.
وأضاف أن تبرع الأمير عبدالعزيز بن فهد بسداد ديون الفقيد شكّل بعدًا إنسانيًا مؤثرًا، لما يحمله من تخفيف للعبء المعنوي عن ذوي الفقيد، وتعزيز لمفهوم المسؤولية الاجتماعية، وترسيخ لقيم الرحمة والتكافل في الوعي العام.
واختتم الخيران بالتأكيد على أن التفاعل الذي أعقب وفاة أبو مرداع يبرهن على أن المجتمعات المتماسكة قادرة على تحويل الفقد إلى فعل إيجابي، وإعادة إنتاج المعنى الإنساني في أكثر اللحظات حساسية، بما يعزز الاستقرار النفسي والاجتماعي.






