خطط الطوارئ عند تعطل التقنية بين الواقع والاستعداد
في زمنٍ أصبحت فيه التقنية عصب الحياة، ومصدراً لكل العمليات اليومية في المؤسسات والخدمات وحتى الأفراد، برزت أهمية وجود خطط طوارئ واضحة ومجربة لمواجهة تعطل الأنظمة التقنية. فكل دقيقة تعطّل فيها النظام قد تعني خسائر مالية، أو تعطل خدمات حيوية، أو حتى تهديد حياة البشر في القطاعات الحساسة كالصحة والطيران.
صحيح أن التقنية سهلت الحياة علينا ولكن ذلك لايغني عن وضع بدائل لإستخدامها في حالة الطوارئ كي نتجنب الأثار السلبية المترتبة على أي عطل او اختراق مفاجئ
فالمفاجاءت في عالم التقنية ليس بمنأى عنها أكثر الدول تقدما وحضارة.
قرأت قبل أيام في إحدى الصحف أن ناسا تحذر من سيناريو كارثي وفوضوي تنقطع فيه التكنلوجيا تماما عن العالم حيث يتوقف نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) عن العمل، وتبدأ الأضواء بالوميض، وتتوقف الأقمار الصناعية عن إرسال البيانات.
وبحسب تلك الصحيفه أن وكالة ناسا تحدثت عن ما يُسمى بـ ظاهرة الظلام التكنولوجي وهي ظاهرة قد تحرم كوكبنا مؤقتاً من معظم تقنياته، ورغم أنها لن تستمر إلا لفترة قصيرة، إلا أن تأثيرها قد يمتد إلى العالم أجمع.
ومما ذكر في سياق الحديث انه ربما هنالك عاصفة شمسية قوية تسبب في تعطل الأنظمة التكنولوجية على الأرض.
وتتكون هذه العواصف في الشمس، وتطلق أحياناً انفجارات هائلة من الطاقة تُسمى التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، وعند حدوث ذلك، تنتقل الجسيمات المشحونة والإشعاعات بسرعة كبيرة عبر الفضاء وقد تصطدم بالأرض، وإذا كانت تلك العاصفة شديدة بما يكفي، فقد تؤثر على الأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء والاتصالات، مما يُسبب أعطالاً في العديد من الأنظمة التي نستخدمها يومياً.
الشاهد من نقل مثل ذلك تفعيل خطط طوارئ لتفادي مثل هذه الحالات والبديل هو عدم إهمال الأرشيف الورقي للخروج من مثل هذه الأزمات وأستمرار العمل .
خاتمة
العالم اليوم لا يمكنه الاستغناء عن التقنية، لكن لا يجب أن يكون أسيرًا لها بالكامل.
فالأنظمة الذكية تحتاج إلى عقل بشري أكثر ذكاءً يُخطط للطوارئ، ويضع الخطة (ب) و(ج) لا انتظار الكارثة، فالتقنية تعتبر أداة لاسيد فإن تعطلت ، لا يجب أن يتعطل معها المجتمع والمؤسسات فتفعيل الطوارئ والبدائل ليس رفاهية تنظيمية بل ضرورة وطنية.





