الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس25 ابريل

ظالم …أم مظلوم….؟

منذ 11 سنة
17
7080

مع بداية الخليقة برزت نوازع الشر لدى إبليس عندما أحس بالغيرة و الحسد تجاه آدم uفاستخدم نعمة الله في معصيته و كاد لآدم حتى أخرجه من الجنة و في نفس الوقت تعلم آدم العصيان بأكله من الشجرة و بعد هبوطه إلى الأرض سارع أدم بالاستغفار و التوبة فقد كان الحرمان من الجنة بالخروج منها عقاباً رادعاً له لأن نزعة الخير كانت أقوى من نزعة الشر غير أن النتيجة كانت عكسية مع إبليس فقد دعاه غروره و عجبه بنفسه و حسده لآدم للاستمرار بالعصيان بدافع الانتقام لنفسه من الجنس البشري الذي فضله الله تعالى عليه فكانت النتيجة بأن يظلم نفسه بعدم التراجع عن قراره المعلن بالعصيان فبرزت أول أنواع الظلم على الإطلاق و هي ظلم النفس ثم و عندما قتل قابيل هابيل ظهر نوع آخر من الظلم ألا وهو ظلم الآخر و بدقة أكثر نقول ظلم الإنسان لأخيه الإنسان و برزت في قابيل نوازع الشر الناتجة عن الغيرة و الحسد لتقوده من جديد إلى دائرة الظلم .

و على مر العصور كان و لا يزال من تسيطر عليه نوازع الشر لتقوده لنفس الدائرة موجهة بكثير من المبررات التي يعتبرها الظالم منطقية و قد برزت لنا عبر التاريخ نماذج عديدة تمثل نفس الدوافع و النتائج و لم يسلم من ذلك أحد فمن ينسى سيدنا يوسف u و ظلم إخوته له و غير ذلك من القصص التي لا تنسى و لقد جمع الله تعالى لنا في القرآن الكريم الكثير من هذه القصص و الجدير هنا بالتدقيق أن حال المظلوم لم يخرج عن أربع حالات

المظلوم المعرض عن الرد على الظالم كما كان الحال في قصة هابيل و قابيل عندما قال له (( لئن بسطت يدك إلىَّ لتقتلني ما أنا بباسطٍ يديَ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين _ إني أُريد أن تبوأ بإثمي و إثمك فتكون من أصحاب النار و ذلك جزاؤا الظالمين )) “28-29 المائدة”

– المظلوم الذي رزقه الله سلطاناً كما كان حال سيدنا يوسف u إذ صار عزيزاً عند فرعون ( أي وزير مالية) فمكنه الله من دفع ظلم امرأة العزيز التي نشأ في بيتها و النسوة اللاتي قطعن أيديهن و كذلك رفع مكانته على إخوته الذين كادوا له حسداً لمكانته عند أبيه

– المظلوم الذي لم يتجرأ عليه الظالم جسدياً أو بالأحرى قتلاً لأن القتل يعتبر اشد أنواع الظلم و العدوان لمكانة قومه كما حدث مع سيدنا شعيب عندما قال له قومه (( و إنا لنراك فينا ضعيفاً و لولا رهطك لرجمناك)) ” 91 هود “و كذلك سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم فقد سخر الله له عمه ليحميه من بطش قريش .

– المظلوم الذي قواه الله بالمال و أيضاً أبرز مثال على ذلك هو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم فقد كانت السيدة خديجة ذات مال سخرته لنصرته صلى الله عليه و سلم

– المظلوم الذي سخر الله له من ينصره و يؤمن بقضيته و بما يسعى إليه كما فعل الأنصار رضي الله عنهم مع المصطفىصلى الله عليه و سلم

و الحصيلة لما قدمنا هي أن الظلم قل أو كثر فهو من شر النفس الذي قواه الشيطان لدى الظالم , و لا بد للمظلوم من قوة تعينه أو يستعن بها لدفع الظلم عن نفسه ….

جاه

سلطان

مال

أنصار

لذلك أمرنا الله تعالى أن نعد لأعدائنا ما استطعنا من قوة على المستوى الشخصي و المجتمعي بل و على مستوى الأمة .

– فعلى الفرد أن يتقوى من مصادر القوي الثلاث ( قوة العقل بالعلم و قوة القلب بالإيمان و قوة الجسم بالحفاظ على الصحة و التقوية بالرياضة و تعلم المهارات اليدوية و العقلية و النفسية فالحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق الناس بها)

– على مستوى المجتمع القوة تكون بالتكافل الاجتماعي و حب الخير للآخرين كما نحبه لأنفسنا و نصرة بعضنا البعض بالحـــق .

– على مستوى الأمة ينبغي نبذ الفرقة و الإتحاد بكل مقياس و على كل مستوى ( مادي- تقني – علمي – حربي) لنكمل بعضنا بعضاً فلا يقوانا أحد …..

ااااه يا أمة كفى فرقة

أصبتي الصدر بالحرقة

علت نيران فرقانا

و سال الدم أطنانا

و صرنا ننظر سقوط الضحايا عَدَانا

و لا يتحرك فينا إنسانا

و ننظر للثور الأبيض أول ضحايانا

و ننسى أنه يوم أُكل أُكل أقوانا

و قد نسينا شخصية مهمة ما بين الظالم و المظلوم لم تكن إلا شيطان اخرس ألا وهو المتفرج الساكت عن الحق و عن نصرة المظلوم سواء كان لضعفه أو لخوفه أو لأي سبب كان أكثرهم على كل الأصعدة

و ما و ذلكلأننا نهينا عن أن نكون متفرجين بدون أي فعل لا بل و قد جاء الأمر من الرسول الكريم بقوله ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوما ً)

ألا تعتقدون أن عليهم وزراً اكتسبوه من جراء سكوتهم و تفرجهم على ما يفعل الظالم بل ربما لا يضمدوا جرحاً لمظلوم .

التعليقات

م
ميساء باشا عدد التعليقات : 15 منذ 11 سنة

أخي فياض
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
أعتقد أنك بالغت قليلا في تصور مقدرتي المتواضعة جدا .
و اعلق على طلبك بالتالي:
أولا : أني أستخدم طرح مستوحى من خلال دراستي الشرعية لأمور التعاملات الأنسانية من جهاتها بأسلوب عام مستقرأ و ليس لي أسلوب الطرح الذي تتصوره بعد .
و الثاني: من عجز عن رفع الظام عن نفسه لا يستطيع رفعه عن غيره , مدة ثمان من الظلم الواقع على زوجي لم نستطع رفعه رغم مكانته العلمية و التعليمية .
و معظم ما كتبت عن الظلم كان بسبب هذا الوضع و الحال .

لكن أرجوا من الله أن يرزقني القدرة و القوة و الاستطاعة لما فيه نفع المسلمين.

م
متابع عدد التعليقات : 2484 منذ 11 سنة

الى ميساء الباشا
هذه الايام لا علاقة للشيطان بدفع الانسان او حثه للظلم ، كلامات بسيطه من التعويذات ويهرب الشيطان ويحضر الرحمن
( ماهو اخطر من الشيطان )
_ هو حب المال وهوس الحصول علية بأى طريقة كانت
_ حب السلطة و الكرسى ( بشار الجزار فى سوريا خير مثل )
_ حب التوسع فى النفوذ والسيطرة ( روسيا وايران امثلة حية )
_ ضعف القوانين والانظمة الرادعة والعقوبات الغير المشددة وضعف الاداء كل هذا يساعد على الظلم واستفحاله ، وهذا يوجد فى بعض الدوائر او الجهات الخدمية التى على تماس مباشر بالمواطن

م
متابع عدد التعليقات : 2484 منذ 11 سنة

الى د.محمد بخش
-لايقوى على الظلم إلا كل انسان متجرد من القيم الدينية والانسانية او صاحب نزعات مصالح دنيوية
-لايوجد رابط بين الظالم والمظلوم ، إلا واحد فاعل والاخر مفعول به
-الظلم هو الظلم مهما كبرت او صغرت درجاته
-لايوجد قهر بدون قاهر فى المجتمع البشرى
-القهر ليس استعداد نفسى ، بل عجز وعدم قدرة فى المقاومة تحاكى القاهر
( سوريا الان المثل الحى )
-هذه حقيقة ليس من ادعى (المظلومية او الظلم ) يكون مظلوم ، لاسيما إذا تم تسييس الظلم

ا
ام عمر عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

ماشاءالله بارك الله فيكي اختى الغاليه طرح مميز … اسال الله ان ينفع بك ويزيدك علما

ف
فــياض الحربي عدد التعليقات : 403 منذ 11 سنة

أخت ميــساء

لكـي منُا جزيل الشكر والأمتنان بعد التحيـه على هذا المقال الرائع 🙂

اللذي يلامس محور مهم من محاور حياتنا وبأسلوبكـ الراقي وبأختياركـ للمفردات

والمعاني السلسه والبسيطه التي يتفهمها ويستوعبها كافة فئات القراء والمنتقدين

والمثقفين ,

فأتمنــى لكي دوام الأستمرار بهذه المواضيع البنائه والهادفه والتي تهمنا وأن تبتعدي

عن مواضيع العولمة التي وللأسف أنها شائعه مؤخراً وتستحوذ عقول كثير من الشباب

وتنال إعجابهم رغم أن بعضها غير مفيد ولا يعود بفائده على أحد إنما مجرد فتح نقاش

حاد وعنصــري ينتج عنه تبادل الشتائم ووو..ألخ , وكأن الكاتب يهدف لهذا الشئ وهو

يعلم أن طرح مثل هذه المواضيع الحساسه ينتج عنه مضار وذنوب يجلبها لنفسه , أتمنى

أن يأخذوا ولو قليلاً من جمال أفكاركـ الرائعه وأسلوبكـ الراقي ^_^.

فأنا لدي طلب خاص عندكـ وهو أن تدرسي موضوع أنساني مهم لدى فئه يطلق عليهم

( البــدون) في السعوديه وأن تكوني صوتاً لهم بقلمكـ ونتمنى أن نقرأ لك مقالاً مثل هذا

المقال وفي هذه المجله وغيرها عن هؤلاء الناس المظلــومين , صدقيــني سيكفيكـ

دعائهم لكـ بظهر الغيب ومن كل قلب لأنهم يعانون وتعبوا وصبروا ولعل ولاة الأمــر يلتفتون

إليهــم بعين الرحمه 🙁 .

أنا أنسان عشت معهم في الحدود الشماليه من أيام طفولتي وكل جيراننا أحوالهم

تتحول للأفضــل من مسكن ومادة ومعيشه وصحه وزواج وأستقــرار إلا هم 🙁

أقسم بالله أنني أتألم من معاناتهم فما بالكـ هم فكيف سيكون أحساسهم

كان الله في عونهــم وفرج همهم وأتمنى أن يكـون لكي يد بفعل الخير لهم حتى لو لم

يأتــي بنتيجــه ولكـ الأجر بأذن الله .

وسأكون أول الشاكرين لكـ وأنا على أتم الأستعداد لأي مساعده أو إفاده بخصوص هذا

الموضوع ^_^.

{{ وصلى الله وباركـ على نبينا محمداً وعلى آلـه وصحبه ومن إتبعـه إلى يوم الديــن }}

م
ميساء باشا عدد التعليقات : 15 منذ 11 سنة

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لقد سعدت بتعليقاتكم ايما سعادة فاشكركم عليها و على تفاعلكم البناء.

و احب أن أوضح أن ما كتبته هو موضوع استقرائي تاريخي عام ليس له مجال خاص سياسي أو محلي فردي أو جماعي لكن محاولة ناقدة متفائلة تحذيرية تحمل طابع الشمولية و بالرغم من أن الظرف الذي كتبته فيه قبل ما يقارب عشر سنوات كان وضع ظلم عصيب لم أتجرأ سوى بهذا السرد من باب العدل و الإحسنان الذي أمرنا تعالى به . لأن بعد الظلم و المظلمة يحتاج نظرة شرعية تقوم على قواعد فقهية فلو كان وقوع ظلم خفيف أو فردي لدرأ مفسدة أكبر لا نستطيع تسميته ظلم لأن النظرة من الدائرة الكبرى الشرعية تكون بمثابة من يوافق على بتر إصبع قبل أن تبتر يد . مع اعتبار أن الظلم لا يمكن أن يدعيه كل من قال إني مظلوم فهو إيطار خارج إيطار المصلحة فيه جور ليس من ورائه فقه و عدل.

و لعل تعليق د. محمد ماجد بخش على المقال هو الأقرب لوجهة نظري.

م
ماجد عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

Ok

د
د. محمد ماجد بخش عدد التعليقات : 1098 منذ 11 سنة

لا يقوى على الظلم إلا جاهل أو مستكبر والظلم هو الرابط بين الظالم والمظلوم ولكليهما النصرة , وللظلم درجات وآفاق وشدة ومراحل ومن أنواعه القهر والمقهورون درجات والقاهر ليس ظالما فهناك قهر بلا قاهر , والقهر هو استعداد نفسي , وليس كل من إدعى المظلمة بمظلوم و مقهور , فعلينا أن نحترز ونتبين المسألة قبل الحكم عليها وبالله التوفيق .

خ
خلود احمد عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

عزيزتي مشالله لك اسلوب طرح بديع وانا ارى البعد السياسي الذي يرمي اليه المقال،، الى اني اتمنى لو امكن طرح موضوع باسلوبك البديع عن انواع الظلم اللتي تاتي بصور صغيره في المجتمع تكمل بعضها بعضا حتى تصل الى الصوره التي نحن عليها اليوم، بمعنى الظلم السلطوي متواجد بين الازواج وفي التعامل مع العماله وفي صور مجتمعيه مرعبه ابرزها ظلم الانسان لنفسه بالتعدي على حرمات واعراض الاخرين، تستوقفني هفواتنا جميعا احيانا بنقل تفاصيل قصة زواج فلان او طلاق فلانه او السبب خلف غناء فلان الفاحش ونسردها بكل اريحيه وكاننا جزء منها مع جهلنا الكامل لتفاصيلها ونقلنا للقصه عن طريق فلانه من (علتانه)، ونحمل ذماتنا ما لا تطيق وهذا برئي بداية الشرر للظلم الاكبر القادم، تحرم العوائل خدمها ابسط حقوق الانسانيه على مسمع ومرئاى من الجميع ولاكن نلتزم الصمت مجاملتا ومحسوبيه فتتكرر الصوره بشكل اكبر واوسع علئ مستوا الدول، مع تقديري لوجهة نظرك الرائعه ان للانسان القدره على التغلب على هذا الظلم بالصور المهمه التي ذكرتيها في المقال من مكانه ،وسلطه ، ومال ..بارك الله لك واسفه جدا للاطاله واعتذر عن الاخطاء النحويه والاملائيه.

L
Louai Alamoudi عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

اشكر الاخت الكاتبة على اختيارها لهذا الموضوع
فمن منا لم يتعرض للظلم ولو بأقل درجاته وذلك عندما يفهمنا من هم حولنا بشكل خاطئ ،وقد يصدر منا الظلم تجاه الغير بدون قصدٍ أو عمد
اللهم طهر قلوبنا من الشرك والغل والنقاق
والسنتنا من الكذب
واعمالنا من الرياء والخيانة

r
ranking111 عدد التعليقات : 4 منذ 11 سنة

موضع مهم
وطرح رائع

r
ranking111 عدد التعليقات : 4 منذ 11 سنة

الظلم ظلمات يوم القيامه
موضوع راااااائع جداً

ا
ابو محمد عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

ﻟ̲آ ظالما بخير !!

ع
عبدالله بن مطلق القحطاني عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

جميل لأبعد الحدود

ا
ام لؤي عدد التعليقات : 7 منذ 11 سنة

مقال رائع ينم عن ثقافه عاليه بإسلوب سلس ومتمكن بارك الله فيك والى الامام

ا
ابو ماجد عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

موضوع مهم وخطير … والناس بصراحة تتساهل ﻓيي هذا الموضوع

ع
عبدالله بخش عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

اللـَّﮩ ﻟ̲آ يورينا الظلم ﻓيـے اهلنا ولا مالنا ولا بلادنا .

اترك تعليقاً