دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، مساء اليوم عدداً من مشروعات تدعيم المياه في منطقة الرياض، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض.
وكان في استقبال سموهما لدى وصولهما مقر الحفل معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، ومعالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم، ومعالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل، والرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية لؤي بن أحمد المسلم، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة المياه والكهرباء وشركة المياه الوطنية.
وبعد أن أخذ سموهما مكانهما في الحفل ، عزف السلام الملكي، ثم ألقى الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه، مؤكداً أن هذا الانجاز يعكس مسيرة التنمية الشاملة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
وقال :” إن الحراك الكبير الذي تقوده شركة المياه الوطنية لتحديث هذا القطاع الحيوي سواءً في ظل المشاريع الحيوية التي تنفذها الشركة، أو عبر الاتفاقيات وعقود التخصيص، التي توقعها مع القطاع المحلي والعالمي، تعد مسؤولية كبرى نتحملها للمحافظة على المستوى المرموق والسمعة الجيدة للمملكة على الصعيدين المحلي والدولي، ضمن استراتيجية شركة المياه الوطنية، نحو تأسيس منظومة متكاملة من البنى التحتية والخدمية لشبكات المياه والصرف الصحي، بالمدن التي تعمل الشركة بها حالياً وهي الرياض، وجدة، ومكة المكرمة، والطائف”.
وأضاف :” نحتفل اليوم بإنهاء المشروعات العاجلة لدعم مصادر المياه بمدينة الرياض، بعد مسيرة عمل متواصلة سابقنا فيها الزمن بجهود متميزة لكفاءات بشرية شابة، تسعى لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة والمتحفزة دائماً للرقي قدماً بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، حيث اشتملت تلك المشاريع العاجلة على حفر أكثر من (43) بئراً عميقةً، وتنفيذ محطات تحلية مياه في (27) موقعاً، بالإضافة إلى تنفيذ خزانات ومضخات في مواقع متعددة بمدينة الرياض لتشكل بناءً متكاملاً لمحطات إنتاج وتنقية وضخ، داخل الأحياء لتنتج ما يقارب (200) ألف متر مكعب يومياً من المياه وبقيمة بلغت حوالي (1.6) مليار ريال”.
وأبان المهندس المسلم أن شركة المياه الوطنية أوجدت لهذه المشاريع حلولاً مبتكرة، ومنهجية احترافية، تجردت من العمل الروتيني المعهود،نتج عنها تقليص الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع من (18) شهراً إلى (6) أشهر فقط، حيث تُعد هذه المدة قياسية إذا ما تمت مقارنتها بالمشاريع الأخرى ليس محلياً فقط، بل تجاوزه إلى العالمية بشهادة الجميع من المختصين والقيادات في هذا القطاع الحيوي.
وأشار إلى أن ما حققته شركة المياه الوطنية من نجاح في مشاريع تدعيم مصادر المياه بمدينة الرياض، في وقت قياسي يُعد جزءً من منظومة المشاريع المتكاملة التي نفذتها الشركة لقطاعي المياه والصرف الصحي بمدينة الرياض خلال عمرها الزمني القصير، والتي بلغت كلفتها أكثر من (12) مليار ريال، أسهمت في إيصال خدمات الصرف الصحي للمواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى دعم مصادر المياه ضمن منظومة متكاملة، كان الهدف الأساس منها هو تحقيق الأمن المائي المستدام لمدينة الرياض، ومنها مشروعات المخطط الاستراتيجي للمياه بمدينة الرياض، بهدف استكمال وتوزيع كميات المياه القادمة من مشروع رأس الخير، ويبلغ عدد هذه المشاريع (15) مشروعاً بقيمة إجمالية تبلغ ثلاثة مليارات ريال، وتتضمن تنفيذ خطوط ناقل مياه رئيسة، وخزانات مياه استراتيجية، وتشغيلية بالإضافة إلى محطات الضخ .
ثم ألقى معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين كلمة أوضح فيها أن هذه المشاريع ستنتج أكثر من (200 ) ألف متر مكعب يومياً , ليصل إجمالي كميات المياه الواردة إلى مليوني متر مكعب يومياً بمعدل استهلاك للفرد يتجاوز ( 350 ) لتر يوميا .
وقال :” إن أهمية هذا المشروع لا تقتصر على حجمه المتمثل في إنتاج ( 200 ) ألف متر مكعب من سبعة وعشرين موقع وبتكلفة تقارب بليون وستمائة مليون ريال كما لا تقتصر على توقيته وسرعة تنفيذه , بل إن أهميته تتعدى ذلك لتحقق إستراتيجية مهمة ألا وهي المساهمة في تحقيق الأمن المائي لمدينة الرياض ” .
وأضاف : بنهاية هذا العام سيبدأ الضخ من محطة رأس الخير وسيزيد في العام القادم إلى أن يبلغ ذروته بضخ ( 900 ) ألف متر مكعب لمنطقة الرياض، مفيداً أن مشروع توسعة محطة الوسيع قد طرح بطاقة إضافية قدرها ( 300 ) ألف متر مكعب وشرع في تنفيذ الخط الناقل بتكلفة قدرها ( 678 ) مليون ريال , بطاقة استيعابية قدرها ( 500 ) ألف متر مكعب .
وفي ختام كلمته قدم معالي وزير المياه والكهرباء شكره لسمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه على رعاية هذا التدشين، داعياً الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .
عقب ذلك دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مشاريع تدعيم المياه, ثم شاهد الحضور فيلماً وثائقياً بعنوان ” رهان مع الزمن ” .
بعدها كرم سمو أمير منطقة الرياض الشركاء الاستراتيجيين المشاركين في المشروعات ومنسوبي شركة المياه الوطنية.
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض كلمة قال فيها :”إن ما تشهده مناطق المملكة من خطوات متسارعة في النمو السكاني والتنمية العامة ، يحتم علينا جميعاً العمل الجاد والمنسق ، لتذليل العقبات وتجاوز الصعاب لتنفيذ المشاريع الحيوية التي تسهم في تأمين كامل الخدمات لأهالي المملكة بشكل عام ومنطقة الرياض بشكل خاص ، لتتواكب مع ما يشهده وطننا اليوم من تقدم وازدهار في المجالات كافة “.
وأضاف سموه : إن تدشين المشاريع العاجلة لدعم مصادر المياه في مدينة الرياض ، والتي عملت على انجازها شركة المياه الوطنية ، لتنتج لنا أحد المشاريع الخدمية التي تتماشى مع التوجيهات الكريمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين ، وسمو النائب الثاني ـــ حفظهم الله ـــ ، والمتمثلة في تحقيق الراحة والطمأنينة للمواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة ، لنخطو بذلك خطوات مهمة في سبيل مواجهة الطلب المتزايد على المياه بالعاصمة وتسهيل توفيرها لأحياء المدينة ، كما أن الرؤية الإستراتيجية التي عملت عليها شركة المياه الوطنية في ذات الوقت لتحقيق الأمن المائي والخزن الاستراتيجي لمستقبل مدينة الرياض يمثل طريقاً ناجحاً لتحقيق الهدف بإذن الله تعالى .
وتابع سموه قائلاً : إن معايير تنفيذ هذه المشاريع من خلال الحقائق والأرقام ، و ما ذهبت به الشركة الوطنية للمياه في الالتزام بها تتمثل في تقليص مدة المشاريع لستة أشهر فقط، وتحقيق الاستدامة في المحافظة على الممتلكات العامة، وتحقيق الأمن المائي مستقبلاً من خلال تحويل المشاريع كمخزون استراتيجي للمياه بمدينة الرياض لمعالجة النقص في الحالات الطارئة ، بالإضافة إلى إمكانية نقل بعض مكونات المحطات بشكل أسهل لمواقع أخرى.
وقال سمو أمير منطقة الرياض :” إن ما تشكله هذه المعايير القيمة ، لدليل فعلي على بعد النظر في صياغة مكونات المشروع ، الذي سيأخذ بفكر تنفيذ المشاريع إلى منحى آخر في الجودة بإدارة وقيادة سعودية مميزة من الكفاءات الشابة العالية التأهيل وهذا ما نحتاج إليه فعلاً في نهضة مدينة الرياض على وجه الخصوص والمملكة على وجه العموم “.
وقدم سمو الأمير خالد بن بندر في ختام كلمته شكره وتقديره لكل أسهم في إنجاز هذه المشاريع، سائلاً الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه تعالى .
وفي نهاية الحفل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية من المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين ولؤي بن أحمد المسلم .
التعليقات
اترك تعليقاً