الاعداد السابقة للصحيفة
الاثنين20 مايو

ثقافة حقوق الحيوان في المجتمع العربي

منذ 10 سنة
0
2834

” لربما لو نطق الحيوان في المجتمع العربي لقال بصوت عالي اخرجوني من هذا المجتمع الذي لم يحترم حقوق أبناء جلدته فكيف يحترم حقوقنا “الحيوانات” ” هذا صوت الحال لكثير من الحيوانات التي رمها قدرها وحظها البائس في المجتمع العربي الذي إلى هذا اليوم مع تقدم الحضارة والانسانية لم ينجح في ايجاد قوانين وأنظمة تطبق فعلياً تكفل من خلالها للحيوان حقوقه الذي لا حول ولا قوة له من بطش وقساوة وظلم البشر واقول “البشر العربي “.

أن بعض المتقنعين بقناع البشر في المجتمع العربي “المتجردين من الانسانية ” ينظر إلى الحيوان ككائن ملك له “ملكية مطلقة” يتصرف فيه كيفما يشاء وفي أي الاعمال يسخر هذا الحيوان دون ادني درجات الرآفة والرحمة والشفقة وليس هذا فقط بل يعتدى على الحيوان في ابشع الطرق والاساليب التي لا تنم عن بشر حقيقين يعرفون قيمة الحيوان ويؤمنون أنه كائن له حقوق على البشر لا بد ان تحترم ويلتزم بها البشر العربي بحذفيرها دون تردد أو مرواغة .

سنوات مضت على غياب الدور المنوط للمؤسسات التعليمية والاكاديمية والاجتماعية لمحاربة الإضرار بالحيوان لأنه جزء شريك في الحياة على الكرة الأرضية وله من الحقوق كما للبشر حقوق فلا يعتقد البشر العربي أن الحيوان هو لتسلية واللعب وتفريغ شحنات الكره والحقد والبغضاء عليه جراء ما يلقى من بني جلدته البشر العربي الأخرين من ظلم وهضم للحقوق وتعدي على ممتلكاته فهذا شأن بشري ليس للحيوان شأن فيه لا من قريب ولا من بعيد , بل لم تعمل هذه المؤسسات العربية سواء حكومية أو غير حكومية على نشر ثقافة حقوق الحيوان في المجتمع العربي بشكل وافي ومكتمل , لهذا تجد أن الطفل يولد ويتربى ولا يجد التربية السليمة والتعليم الواعي نحو احترام الحيوان والالتزام بحقوقه التي كفلها الأسلام قبل 1400سنة وبرغم من هذه القرون التي مضت لم يتربى البشر العربي على حماية واحترام الحيوان الذي هو كائن مهم وأساسي في التركيبة الطبيعية للكرة الأرضية .

ينزعج الكثير من المهتمين وغير المهتمين “البشر العربي ذوو القلوب الرحيمة” بشأن حماية وكفالة حقوق الحيوان من قراءة خبر أو مشاهدة مقطع مصور على صفحات الشبكة العنكبوتية للاستخدام السئ للحيوان من قبل البشر العربي بتعذيب الحيوان أو قتله بطريقة وحشية لا تنم عن ادني درجات الانسانية والرآفة والرحمة لكائن الحيوان والذي ينادي من أجله الكثير من المهتمين وأهل القلوب الرحيمة من أبناء البشر العربي لحمايته من الاعتداء البشري السافر والغير مبرر اطلاقاً ولهذا ارى أنه لا بد من التحرك السريع من قبل المؤسسات العربية التي تجمع في سقفها الدول العربية كـ( جامعة الدول العربية – مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) لحماية الحيوان من القتل والاعتداء والتعذيب والاستخدام السئ من قبل البشر العربي وهذا التحرك لا بد أن يكون مدعوم من قبل المؤسسات الحكومية العربية بكافة الامكانيات المتاحة من خلال :

– سن الانظمة والقوانين الصارمة والمشددة للحماية الحيوان من الاعتداءات البشرية بكافة انواعها .

– أنشاء جمعيات حقوق الحيوان في المجتمع العربي ونشر هذه الجمعيات في كل مكان من خلال افتتاح فروع لها .

– تربية النشئ على احترام حقوق الحيوان وعدم المساس بالحيوان في أي شكل من الاشكال يسبب له الضرر النفسي او الجسدي من خلال طرح مادة تعليمية في المناهج التعليمية.
– اقامة الاحتفال بـ “اليوم العربي لحقوق الحيوان ” والهدف منه نشر ثقافة حقوق الحيوان في كل عام لتثقيف البشر العربي بحقوق الحيوان وأنه جزاء من الطبيعة ويجب المحافظة عليه وحمايته.

– أنشاء خط هاتف موحد في كل دولة لتبليغ عن كل اعتداء على أي حيوان من قبل البشر العربي .

– دعم الدراسات والكراسي العلمية في الجامعات لنشر ثقافة حقوق الحيوان في المجتمع العربي .

– توجيه الاعلام العربي لنشر ثقافة حقوق الحيوان من خلال البرامج الاعلامية التي تقدم في جميع وسائل الاعلام العربي.

– تثيقف البشر العربي بثقافة حقوق الحيوان من خلال خطب الجمعه والدروس العلمية التي تقام في المساجد .

نرى جهود فردية “مشكورة” من بعض المهتمين بنشر ثقافة حقوق الحيوان في المجتمع العربي ولكنه جهود لا تفي بتحقيق نشر هذه الثقافة في أوساط كثيرة من شرائح البشر العربي الذي ينقصه هذه الثقافة والذي أصبح الحيوان يعاني الكثير من الاعتداءات من قبل البشر العربي ولا يوجد تحرك عربي واضح وسريع لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات لحقوق الحيوان .

أعتقد أنه إذ لم تتحرك مؤسسات المجتمع العربي لحماية الحيوان وحفظ حقوقه المُضيعة والمُهملة في كثير من الدول العربية لسوف تنطبق على هذا المجتمع العربي مقولة “كلما زاد معرفتي بالانسان زاد أحترامي للحيوان” .

التعليقات

اترك تعليقاً