اطلقت ميليشيات الحوثي حملة جمع التبرعات لإنقاذ البنك المركزي ، وتعد تلك. “أكذوبة ” من اكاذيبها من أجل دفع المواطنين إلى التفاعل ودفع الأموال.

ونشرت مواقع إخبارية حوثية خبراً مفاده بأن امرأتين تبرعتا بأكثر من مليار ريال لصالح البنك المركزي، وهو ما اعتبره مراقبون “كذبة كبرى” وفضيحة من العيار الثقيل نظراً إلى أن المبلغ المشار إليه غير واقعي على الإطلاق.

واكد موقع “لحج نيوز” التابع للحوثيين على لسان مصادر مصرفية مجهولة قولها إن امرأة يمنية من محافظة إب تبرعت للبنك المركزي اليمني بمليار ريال لدعم الاقتصاد من الانهيار.

بينما قالت المصادر أن امرأة مسنة من محافظة صنعاء حضرت إلى البنك وبحوزتها 21 مليون ريال ، و رفضتا الكشف عن هويتيهما، منوهة إلى أن “نساء اليمن يتوافدن للتبرع لدعم البنك المركزي بشكل لافت”، وفق ما جاء في الخبر.

وفد دعا زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي، المواطنين إلى التبرع لصالح البنك المركزي، وذلك بعد أيام من إصدار الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً بنقل مقر البنك من صنعاء إلى عدن.

ومن جانبه قال المحلل الاقتصادي، سليم نعمان، في حديص “لم نسمع حتى الآن بأن رجل أعمال قد تبرع بـ20 مليون ريال أو حتى بـ10 أو خمسة ملايين. فمن يصدق أن امرأة مسنة تتبرع بـ21 مليون ريال إذا كانت فعلا تمتلك هذا المبلغ في بلد أصبح أكثر من 80% من سكانه يعيشون فقراً مدقعاً وظروفاً صعبة. أما القول إن امرأة من محافظة إب تبرعت للبنك المركزي بمليار ريال، فهذا الخبر أقل ما يوصف بأنه فضيحة وكذبة كبرى وأمر مثير للسخرية. ولو لم يكن هذا الخبر مفبركاً بالمطلق لتضمن ذكر اسم المرأة أو تلك العجوز”.

وتسيطر على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى حالة غليان وترقب خصوصاً من جانب مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتسلموا حتى الآن راتب أيلول/سبتمبر، والبعض منهم لم يحصل بعد على راتب آب/أغسطس.

و أوضح الخبير المالي والمصرفي، ناجي عبدالله، أنه “بعد أن نهبت ميليشيات الحوثي أكثر من ثلاثة مليارات دولار من الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية واستولت على أكثر من 400 مليار ريال من السيولة النقدية المحلية التي كانت بحوزة البنك ، ظهر زعيم المتمردين على شاشة قناة المسيرة المملوكة لجماعته وبكل وقاحة ليوجه دعوة للناس البسطاء والمسحوقين من أجل أن يتبرعوا لإنقاذ البنك المركزي”.

واضاف عبدالله قائلاً: “ميليشيات الحوثي لم تنهب فقط كل ما في البنك المركزي من نقد أجنبي ومحلي، بل استنزفت المؤسسات الحكومية الإيرادية، وأجبرت الشركات والبنوك التجارية على دفع إتاوات باهظة بدون وجه حق. كما أوجدت سوق سوداء للمشتقات النفطية حققت من ورائها عائدات تجاوزت المليار و500 مليون دولار خلال عام ونصف، وفق تقديرات تقارير اقتصادية. ثم أخيراً، وبعد أن قضت على كل شيء، لجأت إلى حيلة جديدة لنهب ما بقي في بيوت اليمنيين من نقود أو حلي بحجة التبرع لإنقاذ الينك المركزي”.

وأشار الخبير إلى أن ما أورده الخبر الكاذب عن تبرع امرأتين بأكثر من مليار ريال هو خبر موجه للنساء مستغلاً عاطفتهن وتأثرهن السريع أكثر من الرجال، وإمكانية أن يخلعن الحلي والجواهر للتبرع بها إذا لم يكن لديهن مدخرات نقدية.

%d9%836