جاء فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية مفاجئاً للجميع، وصادماً للعديد من الأمريكيين الذين توقعوا فوز المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون.

وتسائل كثيرون عن الأسباب التي أدت إلى فوز “ترامب” وتفوقه على ” كلينتون”، ومن أقوى الأسباب كيليان كونواي مديرة حملة دونالد ترامب التي انضمت متأخرة الى فريقه، بدور حاسم في انتخاب رجل الأعمال رئيساً للولايات المتحدة عندما حاولت توجيه خطابه والدفاع بدون أي تردد عن تجاوزاته.

ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن دليل على أهمية ” كونواي” بالنسبة للحملة، كانت أول شخص شكره ترامب علنا ليلة الاربعاء، بعد توجيه الشكر إلى عائلته.

وكانت هذه المرأة الشقراء الأنيقة البالغة من العمر 49 عاما، تظهر في كل المقابلات التلفزيونية التي شاركت فيها بلا كلل او ملل منذ تسلمت مهمتها في منتصف اغسطس.
وباتت كونواي، الأم لأربعة أولاد، اول مديرة حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة يفوز مرشحها بالرئاسة.

وبينما كان دونالد ترامب يزيد من عقد الاجتماعات، كانت هي وجه ترشيحه على شاشات التلفزيون.
وحين دخل الرئيس المنتخب مع عائلته ومساعديه الى قاعة مانهاتن للاحتفال بعد اعلان فوزه، طبع قبلة على خد كونواي التي بادرت الى معانقته وهمست في أذنه بعض الكلمات، ثم ظهرت في الصور حيث كان ترامب يشير بيده اليها بفخر وامتنان فيما كانت تلوح للحشود.

واعتبر غابرييل كان الاستاذ في “مدرسة أننبيرغ للصحافة” في جامعة كارولاينا الجنوبية، ان “مقدرتها على المشاركة في برنامج حواري تلو الآخر، وتبرير كل هذه المخالفات والتناقضات، بأعصاب هادئة، كانت اداة فعالة لتمرير امور غريبة واقناع الناس بأنها امور عادية”.

وفي خلال الاجتماعات او بعد المناظرات التلفزيونية بين المرشحين، دائما ما كانت تلتقي الصحافيين لتقديم التفسيرات اللازمة، وتتحدث معهم بهدوء ووضوح شديد.
-في المعترك السياسي منذ حكم ريغان-
وقد اضطلعت كونواي بدور ايجابي لدى القاعدة النسائية الناخبة كونها امرأة، في ظل تراجع شعبية دونالد ترامب وسياق حملته.

وقال كان “كانت قادرة على اخذ تصريحات ترامب التي يمكن ان تكون سياسيا خارج السياق، والتخفيف من حدتها، لمجرد انها امرأة بيضاء وشقراء وذكية، من خلال تكرارها بلا كلل او ملل بعيدا عن غضب ترامب وعدائيته”. وشبكات الاعلام المتواصل التي تبحث باستمرار عن محاورين في برامجها، فتحت لها ابوابها.

وكانت كيليان كونواي اكثر بكثير من متحدثة، ففريق ترامب الذي اراد استقدام صوت جديد، جعل منها مديرة حملته في منتصف اغسطس، فيما كانت شعبية ترامب في حالة سيئة في استطلاعات الرأي.
وحتى ذلك الحين، لم يكن المسؤولون عن حملته يعرفون كيفية التعامل معها، حيث ضيق البعض هامش تحركها فيما حاول آخرون دفعها نحو النهج الجمهوري المتشدد.
كانت بدايات كونواي في المعترك السياسي حين عملت في فريق استطلاعات الرأي الذي شكله الرئيس الاسبق رونالد ريغان، وهي تعرف تماما خفايا الحزب الجمهوري.