وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم في خطبة الجمعة اليوم المسلمين بتقوى الله فالتقوى لا يقبل ربنا غيرها ولا يرحم إلا أهلها وأن الله شرف الخلق في الإقبال على طاعة الله ولزوم عبوديته وذلك هو غاية الخلق والأمر وبه الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) .

وقال الشيخ القاسم : إن أعلى الكلام وأرفعه وأعزه ما كان ثناء على الله وخير الثناء ذكر الله بتوحيده وهو كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) وهي أفضل الكلام وأطيبه وأحبه إلى الله فما نطق الناطقون بأحسن منها قولا ولا عمل العاملون بأفضل من مدلولها فعلا هي كلمة التقوى التي اختص الله بها أولياءه (وَألْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّـقْوَى ) وهي أول واجب على العباد علما وعملا قال تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَ?هَ إِلَّا اللَّهُ ) وهي آخر واجب قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) وهي نجاة العبد في قبره وعليها يثبت عند السؤال قال عليه الصلاة والسلام : ( مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ) ويخرج من النار من قالها وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان .

وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أنه لأهمية كلمة التوحيد في كل لحظة من حياة الإنسان فقد جاءت به الشريعة وحثت على ملازمتها في كل أحواله وشؤونه فيصبح المسلم ويمسي ناطقاً بها في جل أذكاره ((مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ)) .

وأبان الشيخ القاسم أن العلم كلمة التوحيد والعمل بها شرط بالإجماع لحصول مقتضاها الوارد في النصوص فالمراد منها مع اللفظ حقيقتها ومعناها والعمل بمقتضاها والبعد عما يضادها أو يناقضها فمعناها نفي الإلوهية بحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده فلا معبود حق إلا الله ولا يستحق العبادة أحد سواه فمدلولها توحيد الألوهية والعبادة وإفراد الله بذلك ، وكلمة التوحيد قائمة على نفي وإثبات , فالنفي وحده إنكار والإثبات وحده لا يمنع الإشراك والتوحيد لا يكون إلا بمجموع الأمرين نفي الإلوهية الحق عما سوى الله وإثباتها لله وحده.