أبرز الكاتب الصحفي فهد عامر الأحمدي، عدة جوانب من شخصية الملك عبد العزيز آل سعود، وطريقة تفكيره، وسياساته، في مقاله ” نماذج من مراسلات الملك عبدالعزيز ” بصحيفة ” الرياض ” ، معرجا على معاقبته مسؤول البرقيات في قصره، بعد تأخر برقية مواطن، حرصا منه على التواصل مع مواطني المملكة، فضلا عن حزمه في رسالة لرئيس المفوضية السعودية في بغداد، حسن لباقته في تكذيب الأخبار.
وقال الأحمدي في مطلع مقالة ” كان الملك عبدالعزيز يهتم بالرد على الرسائل والبرقيات الواردة إلى الديوان الملكي بنفسه.. وفي مقال اليوم أورد بعضا من ردوده ومراسلاته علنا نستشف من خلالها جانبا من شخصيته وطريقة تفكيره والحالة السياسية السائدة في عصره:
ــ فعلى سبيل المثال؛ من حسن لباقته في تكذيب الأخبار التي تنقل عنه، أن احدى الصحف المصرية نشرت (في 25 مايو 1939) خبرا يقول: الملك عبدالعزيز يطلب من تركيا إرسال بعثه عسكرية لتدريب جيشه؛ فبعث الملك برقية لجميع الصحف المصرية يقول فيها: ” ليس مستنكرا ان تطلب المملكة بعثه عسكرية من تركيا لما بين البلدين من صداقة؛ ولكن الحقيقة ان هذا لم يحدث على الإطلاق ” .
ــ وفى 23مارس 1939 أبرقت إليه المفوضية السعودية في القاهرة أن راديو بغداد نقل عنه موافقته على ضم الكويت للعراق فأبرق في الحال مانصه: ” كذِّبوا مانشر على لساننا عن إلحاق الكويت بالعراق؛ لم نوافق على هذا ولن نوافق عليه لأن الكويت تبقى لأهلها ” ..
ــ ومن مظاهر حزمه ان رئيس المفوضية السعودية فى بغداد أبرق إليه بأن اللصوص سطو على دار المفوضية وسرقوا أمتعتها ؛ فأبرق إليه بثلاث كلمات فقط: ” احرق أوراقك، وعـد ” !
ـــ ويحكى حفيده الأمير عبدالله الفيصل انه كان في الطائف حين وصلته برقيه من الملك عبدالعزيز يقول فيها : ” أنا ولهان على عيالك، أمرنا الأمير منصور ان يحضر لهم طائرتنا فابعثوهم لنا في الرياض ” .. وبهذا الخصوص يقول الأمير عبدالله (فى حديثه لمجلة المنهل) كان أكبرهم حينها فى العاشرة فبقيت مفكرا في الرجل الذي يحمل أعباء الأمة، ولا يغفل عن رؤية أبناء أحفاده.
ــ وحين وصل لعلمه ان برقية شكوى من أحد المواطنين وصلت متأخرة خوفا من نفوذ المشكو منه، عاقب المسؤول عن البرقيات في قصره وأصدر القرار التالي:
” كل شكاية ترفع لنا عن طريق البرق، أو البريد من أي شخص، يجب ان ترسل لنا بنصها، ولا يجوز تأخيرها، ولا إخبار المشتكى منه، سواء كان أميراً، او وزيراً أو أدنى من ذلك او أكبر ” ــ وأمر كل الصحف بنشر ذلك في 26/1/1371هـ
وأخيرا ؛ كان يعرف عن الملك عبدالعزيز روحه المرحة التي تجلت في كثير من برقياته .. فعلى سبيل المثال أبرق إليه احد سفرائه في الخارج بالآتي: هل سمع جلالتكم بقرار عصبة الأمم بشأن فلسطين، أم نرفعه إليكم.. فرد عليه بقوله “رفع إلينا وسمعناه من ثلاثمائة راديو ” (18/9/1937)
وحين أبرق إليه القائم بالأعمال في القاهرة (فوزان السابق) بأن الله رزقه بغلام وقد تجاوز التسعين من عمره رد عليه بست كلمات فقط:
” سبحان من يحيي العظام وهي رميـم ” !!
التعليقات
اترك تعليقاً