تٌعتبر ” واحة سيوة ” من المناطق التي تميزها خصائص طبيعية، فتجعلها فريدة من نوعها يقبل عليها المواطنون والسائحون ، حيث أنها مشفى كبيراً يلجأون إليه للتداوي والعلاج لما تتمتع به الواحة من ثروات طبيعية.
وتقع الواحة على بعد ما يقرب من 830 كيلومترًا من العاصمة المصرية القاهرة بقلب الصحراء الغربية، كما تبعد عن البحر المتوسط مسافة تصل إلى 300 كم وتعتبر الأقرب لمدينة مرسي مطروح الساحلية ويقطنها ما يقرب من 30 ألف مواطن.
الواحة رغم أنها تعتبر مجتمعًا منعزلاً وسط الصحراء إلا أنها مقصد للمصريين والسائحين أيضًا من شتى أنحاء العالم للتداوي والعلاج بالمياه الجوفية التي تعمل على شفاء العديد من الأمراض وأيضًا مزارع التمور والزيتون التي تنتشر بها.
وعلى مسافة 3 كم جنوب واحة سيوة يقع جبل دكرور الذي يشتهر بالخصائص العلاجية لرماله الساخنة، كما يشتهر بكونه مصدراً هائلاً للصبغة الحمراء المستخدمة في الأواني الفخارية السيوية ويتوافد عليه الزائرون في فصل الصيف لعمل حمامات الرمال الساخنة التي تستغرق مايقرب من 20 دقيقة والتي تساعد على التداوي من مرض الروماتيزم.
ومع بداية موسم الصيف تبدأ السياحة العلاجية على جبل “الدكرور” بسيوة والذي يتوافد إليه آلاف المصطافين من جميع أنحاء العالم من المرضى الذين يعانون من أمراض الروماتويد والروماتيزم والأمراض الجلدية وآلام المفاصل والعمود الفقري.
الرمال الصفراء التي تغمر الواحة تحتوي علي معادن الفلسبارات ونسب متفاوتة من المعادن الطينية وقد تحتوي على كميات شحيحة من عناصر اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم المشع.
يقول العاملون بالواحة إن الطقس الجاف والأملاح المعدنية الموجودة في الرمال والماء تسهم في عملية العلاج لأن سخونة الرمال وارتفاع درجة الحرارة لنحو 40 درجة مئوية يجعلها تعمل كأنها آلة تمتص السموم من جسم المريض.
وأشار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين راضي، إلى أنه سيتم تزويد واحة سيوة خلال الفترة المقبلة بوحدة خاصة لعلاج أمراض الدم ومعمل كامل قريبًا، تلبية لطلب اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح بالإضافة لافتتاح عيادة رمد كاملة وتجهيزها بمعدات استقدمتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الدفاع من ألمانيا وتطوير مستشفى سيوة المركزي.
وواحة سيوة يسكن بها كثير من القبائل والعائلات، ينقسمون إلى 10 قبائل وهي “ الزناين والحدادين واللحمودات والشرامضة والجواسيس السراحنة والشحايم وأيت موسى وأغورمى وأم الصغير ”.
وقال عبدالله السنوسي أحد المعالجين بالواحة: “ المريض يأتي في وقت الضحى فنقوم بوضعه فيما يعرف بالمردم وهي عبارة عن حفرة يستلقي فيها وينزع ملابسه كلها ونغطيه بالرمال ما عدا رأسه لمدة تتراوح ما بين عشر دقائق إلى ثلث ساعة وبعد خروج المريض من الحفرة مباشرة يلف جسمه ببطانية ثم يتجه إلى خيمة تكون قريبة من المردم ويبقى داخلها لمدة نصف ساعة ويقدم له مشروب ساخن بمجرد دخوله الخيمة للعمل على تفتيح مسام الجلد ومقاومة درجة الحرارة العالية وغالبًا يكون المشروب قرفة أو حلبة أو ينسونا ويمنع من شرب الماء ”.
وأضاف أن “ المرحلة الثانية تتم بعد فترة من شرب المشروب الساخن حيث يتم تدليك جسده ليتم غلق مسام الجسم عن طريق نوعية من الزيوت والخل مع القليل من الملح والليمون وتكرر هذه العملية لمدة ثلاثة أيام على الأقل وتختلف مدة العلاج من شخص لآخر بحسب عدد الجلسات”.
التعليقات
م شاء الله
تبارك الله
منظر يسر الناظرين
اترك تعليقاً