أجرت الفنانة الإماراتية هدى الخطيب ، حوار مع إحدى المواقع عقب تكريمها مؤخراً في مهرجان « صوت الحضارات » في القاهرة ، حيث تحدثت عن أحوال الدراما الخليجية وما تعانيه، كما تكلمت عن مشاركتها في الدراما المصرية، والتنازلات التي ترفض تقديمها، ورأيها في الفنانات الجدد، ولماذا ترى أن معظمهن قد وجّهن إهانة الى المرأة العربية .
وجاء الحوار كالآتي :
– لماذا وافقت على المشاركة في مهرجان «صوت الحضارات» الذي عُقدت دورته الأولى أخيراً في القاهرة؟
التكريم قيمة فنية عالية لا تُمنح إلا لمن قدم أعمالاً جليلة، وأدخل البهجة الى قلوب الناس، فلا يجوز تكريم شخص قدم عملاً أو عملين حتى لو كان ناجحاً، ولا بد من أن يكون التكريم على مشوار فني طويل، وعمر مديد مضى في أي فرع من فروع الفنون، كما أن فكرة المهرجان رائعة، حيث تجمع فنانين من مختلف الحضارات في مكان واحد، فالفن جسر التواصل الدائم في المهرجانات، لأننا نعيش على إيقاع حياة سريع، ولا وقت لدينا للالتقاء بالآخرين، حتى أننا نعرف الكثير عن هذه الحضارات، لكننا لا نعرف من هم أبناؤها.
لقد أحببت المشاركة في هذا المهرجان لكي أتعرف إلى الفنانين والإعلاميين والسياسيين من تلك الحضارات، وسيُسجل في تاريخي الفني أنني كُرّمت مع كوكبة من نجوم الفن الخليجي، أمثال نجمة الخليج حياة الفهد، والفنانة أميرة محمد وآخرين.
– ما العمل الدرامي الذي ستلتقين من خلاله بجمهورك خلال شهر رمضان المقبل؟
يصعب عليَّ في الوقت الحاضر أن أتحدث عن تفاصيل مسلسلي الجديد، لكي لا أحرق مضمونه. مشكلة الدراما الخليجية تكمن في قلّة تنوع قصصها، حيث إننا ندور في فلك الصراع على المال، رغم أننا من أغنى البلدان العربية، أو الخلاف بين الأسر، فدائماً تتناول أعمالنا المشاكل الاجتماعية كعقوق الوالدين والميراث وانحراف الشباب، أو نقدم أحياناً الأعمال الكوميدية التي ترسم الابتسامة على وجه المشاهد الخليجي، لكي نبعده عن مشاكله، وذلك يعود الى أن المجتمع الذى نعيش فيه يحذّرنا من تناول موضوعات عدة، فالدراما الخليجية تعاني بكل صراحة من المحاذير، مقارنةً بالدراما المصرية التي تعد الأكثر انفتاحاً، حتى في تناول القضايا الاجتماعية.
– هل تشعرين بأن تلك المحاذير جمّدت قدراتك كممثلة؟
بالتأكيد، خاصةً أنه معروف عني موهبتي في تقديم مختلف الشخصيات الدرامية، أستطيع فهم أي شخصية تُسند إليّ، وحين أعمل عليها أُقرر ألا أرى هدى الخطيب على شاشة التلفزيون، فأحبّذ أن يعرفني المشاهد بأسماء الشخصيات التي أقدّمها في الأعمال الدرامية، ويناديني بـ «حياة» أو «نجاة»، لكن الساحة الخليجية لا تسمح لي بأن أظهر فيها بكل طاقتي الفنية.
– لماذا لم تفكري في اقتحام الدراما المصرية؟
مصر محطة فنية مهمة يتمنى أي فنان عربي أن يصل إليها، لأن مصر ليست «أم الدنيا» فقط، بل هي «أم الفنون» أيضاً، لكن لكي تقدم عملاً فنياً في مصر، عليك أن تواجه ثلاثة تحديات: أولاً، بالنسبة إليّ يتم تصنيفي في بلدي بأنني فنانة من الدرجة الأولى، ولكن حين آتي الى مصر فسأُقدم تنازلات وأرضى بأن أكون درجة ثانية وثالثة… وهذا يعد إهانة لفني ولبلدي. ثانياً، لا بد من أن تُتقن اللهجة المصرية جيداً، وتدرك البيئة التي تعيش فيها، وهو أمر سهل لنا كعرب، لأننا جميعاً عشنا في البيئة المصرية وتعايشنا معها، هذا بخلاف أنني مثلاً لا أستطيع المشاركة في الدراما المغربية أو التونسية، لأنني لم أعش في هاتين البيئتين. وثالثاً، توقع نجاح العمل، فلو نجح العمل فسيكون فرصة جيدة لك لدخول عالم الفن المصري، أما لو فشل فستخسر مكانتك في بلدك وفي مصر أيضاً.
– هل ترفضين العمل في الدراما المصرية؟
إطلاقاً، فأنا أول فنانة إماراتية على الصعيد الخليجي تقوم ببطولة مسلسل مصري، وذلك عام 2009، حين قدمت شخصية «ريم الجارحي» في مسلسل «لو كنت ناسي» مع رياض الخولي وهادي الجيار ومحمود الجندي وإنعام سالوسة ولقاء سويدان، من إخراج عادل قطب وتأليف حسام موسى، وأتذكر أن حسام هو الذي رشّحني لبطولة العمل بعدما شاهد مجموعة من أهم أعمالي في الدراما الخليجية، والمسلسل حقق وقتها نجاحاً باهراً.
– لماذا لم تفكري في المشاركة في الأعمال الدرامية التي تضم جنسيات عربية مختلفة؟
لا أؤيد فكرة العمل العربي المشترك، لأنني لم أر أي عمل درامي تلفزيوني من تلك النوعية قد حقق نجاحاً خلال الفترة الماضية، فتلك الأعمال تشوبها دائماً عيوب تقلل من نجاحها، فحتى لو كانت القصة مكتوبة بمهنية عالية، يكون التنفيذ سيئاً، فالمشاهد يتشتت ذهنه عندما يرى في المشهد الواحد أفراد أسرة واحدة ينتمون الى جنسيات مختلفة كأن تكون الأم مصرية والابن خليجياً والزوج تونسياً، وحين تسأل عن اللهجة التي يتحدثون بها يجيبونك بأنها اللهجة البيضاء، التي تضم كل اللهجات العربية، وأنا كفنانة لا أعترف باللهجة البيضاء، فهل لهجتنا سوداء وأردنا أن نبيّضها! فنحن كشعوب عربية تقتضي تقاليدنا وعاداتنا أن نحفاظ على تراثنا ولغتنا.
– أنت من رائدات المسرح الخليجي، كيف ترين أحواله؟
الأزمان تتغير، ولكل زمن بريقه وأدواته، وأنا أنتمي الى جيل الوسط الذي حمل راية المسرح من الجيل الأول، الذي كان ملتزماً بالمبادئ والتقاليد، فطوّر جيلنا وقدم أعمالاً جيدة ومختلفة، وكان أفراد الجيل الأول رافضين لكل ما نفعله، ومع مرور الزمان وتعاقب الأجيال وظهور جيل جديد، أصبحنا نحن رافضين له، لكننا في الوقت نفسه مضطرون للتعامل معه، ولكن في النهاية لم تتدهور أحوال المسرح وإنما تغير شكله فقط.
– ولماذا ترفضين الجيل الفني الجديد؟
لأن هناك فوارق كبيرة بين جيلنا والجيل الجديد، فتسعون في المئة من الجيل الحالي يلقّبونه بـ«الأميركانيز»، حيث إنه جيل لم يعد بحاجة إلى القراءة وشراء الصحف والكتب، ولا تهمه الثقافة، كما أنه لا يمتلك قيماً أو مبادئ، والمؤسسات الإعلامية الكبرى هي التي ساهمت في هذا الوضع إذ استمدت مبادئها من الغرب، كما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذا التدهور الأخلاقي، بعد انفتاحها على العالم الخارجي، ونقلها لنا صوراً لم نكن نرضى بها، فبات الجميع يلهث وراء المال والشهرة، وأصبحت أمة «اقرأ» لا تقرأ.
– هل الفن العربي في وقتنا الحالي اختلف عن ذي قبل؟
كان الجيل الأول يعتبر الفن حياة بالنسبة اليه، فكان يعمل لعشقه للفن، أما الآن فأصبح الفن عبارة عن تجارة وعملية ربح وخسارة، وعندما يتحول الفن إلى تجارة يصبح بالفعل فاسداً، ولذلك فإن الفنانات الشهيرات اليوم قدّمن أدواراً مبتذلة في أعمالهن، فالمرأة العربية أُهينت، لكننا في الخليج ما زلنا محافظين على أنفسنا ونحترم المبادئ والعادات والتقاليد.
– ما رأيك في عروض «مسرح مصر» التي يقدمها أشرف عبدالباقي؟
فكرة مبتكرة وجيدة من الفنان أشرف عبدالباقى، وأحب أن أحييه عليها، فالمسرح لم يظهر لكي يكون ركيزة للأدب فقط، إنما هو في حاجة ملحّة للضحك والكوميديا، كما أن المشاهد الذي يحضر المسرح الآن ربما يكون بسيطاً، فيستحيل أن أتحدث معه عن شكسبير وسارتر، بل أقدم له مجموعة من المسرحيات والاسكتشات الكوميدية الخفيفة. المسرح في رأيي لاقى نجاحاً كبيراً في الوطن العربي، والجمهور الخليجي أصبح يعشق المسرح، ولو كان البعض قد رآه مسفاً، فعلى وزارة الثقافة المصرية أن تتحقق من ذلك، أما أنا فقد وجدته جيداً.
– من هو الفنان الذي تحبين مشاهدة أعماله المسرحية؟
الفنان الكبير محمد صبحي، صاحب مدرسة رائعة في المسرح المصري والعربي، وأنا من عشاقه، فهو فنان مختلف ومميز، يقدم في كل عمل مسرحي شيئاً جديداً، ويعطي دروساً ويوجّه رسائل للعروبة من خلال مشاهده، فأنا أعتبره الأول في المسرح العربي، لكنْ هناك أعمال مسرحية أحب مشاهدتها، فمثلاً أحببت كثيراً مسرحية بعنوان «ليالي الجنوب» تم عرضها في مصر بإشراف المخرج ناصر عبدالمنعم، ولكن ما يحزنني أن الجمهور أصبح لا يهتم بمشاهدة هذه الأعمال التي تحمل قيماً ومبادئ ودروساً، بل يهتم فقط بالأعمال الكوميدية التي تضحكه.
– من هم الفنانون الذين تحرصين على متابعة أعمالهم؟
هناك عدد كبير من النجوم، أبرزهم رمز الفن الخليجي الفنانة الكبيرة حياة الفهد، وأيضاً عبد الحسين عبدالرضا، وسعاد عبدالله، وسعد الفرج، بالإضافة إلى عدد كبير من نجوم الفن المصري.
– هل تربطك علاقة قوية بالفنانة الكويتية حياة الفهد؟
بكل تأكيد، فهي بمثابة شقيقتي، ولا أبالغ إذا قلت إن «أم سوزان» من أقرب الشخصيات الفنية الى قلبي، يكفي أننا خلال تكريمنا الأخير في القاهرة، في مهرجان «قديم وجديد»، أمضينا معاً الوقت، جلسنا على مأدبة عشاء واحدة وظللنا نستعيد ذكريات الماضي، وآمل أن يجمعنا عمل درامي قريباً.
– ماذا تعلمت في الفترة التي كنت فيها قريبة من حياة الفهد؟
تعلمت الكثير، الحب والإخلاص في العمل، والاعتماد على النفس، والالتزام في المواعيد، فحياة الفهد رمز من رموز الفن العربي.
– لماذا ترفضين دائماً الحديث عن حياتك الشخصية وابنتيك؟
من حق الناس أن يتعرفوا على أعمالي الفنية وآرائي الشخصية في الموضوعات الفنية والاجتماعية، لكن حياتي الشخصية تخصّني وحدي، ولا يحق لأحد التدخل فيها، فمن حق ابنتيَّ أن تعيشا حياة هادئة، فما الذى سيستفيده الجمهور حين يعرف أدق تفاصيل حياتي الشخصية! فمن يحب هدى الخطيب يحبها لفكرها وأدائها التمثيلي، وأعمالها التي قدمتها طوال 30 عاماً عبر التلفزيون والسينما والمسرح في مختلف البلدان العربية.
التعليقات
والله قد شفتها في حفله بأحد فنادق
دبي .. وكان شكلها متغير …
قطريةة هذي مو اماراتيهه
انتي للحين عايشة
اترك تعليقاً