سيطرت حالة من الغضب على أوساط فلسطينية في قطاع غزة، إثر قيام رئيس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة السفير محمد العمادي، بوضع حجر الأساس لمنزله على أنقاض مهبط الطائرات المروحية للرئيس الراحل ياسر عرفات، بموافقة حركة ” حماس ” التي تسيطر على القطاع.

وشهد المجتمع الفلسطيني بغزة سجالا حيث انبرى أنصار حركة ” حماس ” للدفاع عن قرار الحركة منح العمادي قطعة الأرض، فيما شن معارضوها من الفصائل والفئات المختلفة هجومًا لاذعًا عليها.

ورافق رئيس المكتب السياسي لحركة ” حماس ” إسماعيل هنية، العمادي أثناء وضعه حجر الأساس لمنزله واللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، وذلك أثناء زيارة العمادي إلى غزة. وقال هنية إن منح الأرض ووضع حجر الأساس ” اعتراف منا بالجميل وتقدير للموقف العربي القطري الأصيل، وتأكيد من الإخوان في قطر أنهم لن يتخلوا عن الشعب الفلسطيني وغزة المحاصرة “.

وأثارت تلك الخطوة موجة من الجدل عن ماهية الدور القطري. 

ووصف العديد من الفلسطينيين والفصائل الدور القطري بـ ” المشبوه ” ، فيما اعتبر البعض الآخر السفير العمادي ” حاكم قطاع غزة الفعلي ” ، و ” المندوب السامي القطري ” ، في تشبيه لدور المندوب السامي البريطاني الذي حكم فلسطين منذ ما بعد انهيار الدولة العثمانية حتى نكبة فلسطين عام، وفقًا لصحيفة ” الحياة ” .

ونشرت وسائل إعلام فلسطينية رسالة وجهها وزير العدل نقيب المحامين الفلسطينيين السابق فريح أبو مدّين، مناشدا فيها أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني التراجع عن قرار البناء قائلاً : ” أخاطبك بصراحة عن الموقع الذي اختير لإقامة مقر وبيت للسفير فوق بقعة عزيزة على وجدان كل مواطن؛ إذ إن الأرض هي مهبط طائرة الشهيد ياسر عرفات، ولا يزال حطامها معلقًا هناك بعدما دمرتها إسرائيل ” .

وأضاف: ” هذه البقعة لها رمزية تاريخية للشعب الفلسطيني، وسيكون البناء وخزة في عين وقلب كل من يراه ” .

وانتقد القرار بشدة عضو المكتب السياسي لحزب ” الشعب ” الفلسطيني وليد العوض ، وقال إن ” بيت السفير القطري مكان غير مرغوب فيه في غزة ” ، مطالبًا بـ ” موقف فلسطيني رسمي من القرار ” ، داعيًا الحكومة الفلسطينية إلى أن ” تبلغ السفير القطري رسميًّا أنها غير موافقة على اغتصابه أرض مهبط طائرة الشهيد ياسر عرفات وإقامة منزل ومقر له عليه ” .