أطلقت منظومة البيئة والمياه والزراعة مؤخراً، مبادرة إنشاء وتطوير مرافئ الصيد في المناطق الساحلية بالمملكة؛ بهدف تعزيز مساهمة قطاع الثروة السمكية في الأمن الغذائي الوطني، وتطوير جودة المنتجات المستهدفة، وتوفير المزيد من فرص عمل وتحسين دخول الصيادين، وتهيئة بيئة صحية وآمنة ومنتجة في المناطق الريفية ليمارسوا مهنتهم باقتدار وأمان.
وأوضح مدير عام إدارة تقييم مخاطر الثروة السمكية مدير مبادرة تطوير مرافئ الصيد بمنظومة البيئة والمياه والزراعة هذال بن سعود البيشي، أن المبادرة ستُسهم في رفع عدد الصيادين وزيادة الوظائف التابعة للمرافئ (مثل المطاعم، والمقاهي، والمنتجعات وغيرها)، وتوفير وسائل الترفيه ومراكز سياحية للمواطنين والسياح؛ وذلك بالمشاركة مع القطاع الخاص، إضافة إلى توفير 1220 فرصة عمل مباشرة؛ منها 5% على الأقل مناسبة للنساء في مجالات التغليف والتجهيز وأعمال ما بعد الحصاد؛ مبيناً أن حوالى 66% من تلك الوظائف تفوق رواتبها حاجز 3.000 ريال شهرياً، وهو أعلى من الحد الأدنى للرواتب في القطاع الحكومي، كما أن 95% من الوظائف ستوجد في المناطق الريفية، و10% من الوظائف ستكون بساعات عمل مرنة؛ في حين أن أكثر من 80% منها يستهدف الشباب؛ الأمر الذي سيسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لدى الفئات المستهدفة.
ومن المقرر أن تعمل المبادرة على معالجة الوضع الحالي لقطاع المصايد البحرية في المملكة الذي يعاني من نقص كبير في أعداد المرافئ، وافتقار الحالية إلى المقومات الأساسية لممارسة مهنة الصيد، والمتمثلة في البنية التحتية والخدمات المساندة؛ ناهيك عن انخفاض عدد المواطنين العاملين في مهنة الصيد، بالإضافة إلى تدني جودة سلسلة الإمداد والخدمات الفنية.
وذكر “البيشي” أن المبادرة ستسهم في تطوير مرافئ الصيد لتصبح مراكز سياحية متميزة، من خلال إنشاء وتطوير مرافئ الصيد في المناطق الساحلية لخدمة الصيادين وخلق مراكز سياحية بالشراكة مع القطاع الخاص. ورشحت في المرحلة الأولى ثمانية مرافئ قابلة للتطوير؛ أربعة منها في منطقة مكة المكرمة، ومثلها في منطقة المدينة المنورة.
وحددت المبادرة الحد الأدنى من المتطلبات في الجانب الخدماتي والجانب السياحي، والتي تتمثل في تطوير البنية التحتية الخدماتية للصيادين، وتوفير كواسر الأمواج، والأرصفة العائمة لرسوّ قوارب الصيد، وتخصيص أماكن لقوارب الاستزراع المائي، وتجهيز مواقع لمحطات الوقود، ومحطات التخزين، وورش الصيانة، ومصانع ثلج التبريد، بالإضافة إلى إنشاء برج مراقبة في كل مرفأ، وتوفير اليد العاملة لتقديم الخدمات في هذه المواقع.
وفي الجانب السياحي، ستعمل المبادرة الجديدة على تطوير البنية التحتية الخدماتية لغرض السياحة؛ وذلك من خلال توفير قوارب النزهات الترفيهية، والمطاعم التراثية التي توفر خدمة اختيار الأسماك الطازجة، ومحلات بيع التذكارات والمنتجات التراثية، مع توفير اليد العاملة لتقديم هذه الخدمات.
وأكد مدير عام إدارة تقييم مخاطر الثروة السمكية أن المبادرة ستؤدي إلى المحافظة على إنتاجية المصايد البحرية، وستعمل على زيادة إنتاجيتها، كما أنها ستحفز الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وستسهم بشكل فاعل في الناتج الإجمالي المحلي، وستقدم قيمةً مضافةً للصيادين السعوديين عن طريق استلام الأسماك وتجهيزها في المطاعم، إلى جانب دور مرافئ الصيد الخدماتية والترفيهية في تنمية اقتصاد المناطق المجاورة والمحيطة.
وفي الجانب البيئي، يُتوقع أن تشجع المبادرةُ المستثمرين على الاهتمام بتلك المواقع والمحافظة على بيئتها لجذب السياح والصيادين لهذا القطاع.
وأشار ” البيشي ” إلى أن المبادرة ستُسهم في زيادة عائدات الحكومة من خلال خدمات التراخيص، وتخفيف النفقات التي تُصرف على تطوير المناطق الريفية، كما ستنعكس الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية على تخفيف العديد من التكاليف الحكومية في أنشطة وخدمات مختلفة ذات علاقة بالقطاع.
ولفت إلى أن الشراكة مع القطاع الخاص تُمَثل محوراً رئيسياً في مبادرة ” إنشاء وتطوير مرافئ الصيد في المناطق الساحلية لخدمة الصيادين وخلق مراكز سياحية “؛ حيث تَوَصّلت المنظومة إلى قناعة بأن نجاح المبادرة يتعزز من خلال الشراكة مع القطاع الخاص؛ خاصة وأن المنظومة سبق أن قامت بتطوير عدة مرافئ؛ لكن الكلفة العالية جعلتها تتوجه نحو الشراكة العامة الخاصة، وتشجيع المستثمرين على تطويرها وتشغيلها؛ استناداً إلى الخبرات التي تملكها، وسعياً لتوفير الإدارة المثلى بأقل كلفة ممكنة، والمحافظة على المعايير التي تحددها الوزارة في الجانبين الخدماتي والسياحي.
ويُعَد برنامج التحول الوطني 2020 أول الخطوات نحو تجسيد رؤية المملكة 2030 بوصفها منهجاً وخارطة للعمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، وهو يرسم التوجهات والسياسات العامة والمستهدفات والالتزامات الخاصة بها؛ لتكون نموذجاً رائداً على كل المستويات.
وتأتي مبادرات منظومة البيئة والمياه والزراعة الجديدة في سياق المرحلة الأولى من برنامج التحول التي يجري تنفيذها حالياً بالشراكة بين مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية و18 جهة حكومية، وتتضمن 755 مبادرة في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، التي يُنتظر أن تُسهم في تحول المملكة الرقمي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوليد الوظائف، وتعظيم المحتوى المحلي.
التعليقات
وزارة الزراعة \ دائماً تحاول تطوير العمل ولاكن لا تحاول تطوير القائمين علية من موظفيها
يعني الموظف اذا ما طور نفسة بنفسة لا تفكر ان احد يسئل عنة من رؤساء الغفلة
المملكة بقليل من الجهد والاستثمار ممكن ان تكون من الدول الكبرى فى تصدير الاسماك الى اليابان وأوروبا حسب رؤية المملكة 2030 وذلك بالاستثمار فى المزارع السمكية وتتمتع المملكة العربية السعودية بثلاث واجهات بحرية يبلغ مجموع طول سواحلها نحو 3400 كم إحداها على خليج العقبة والبحر الأحمر ومن الممكن بأستثمارات لا تتعدى 4 مليارات ريال سعودى تحويل جزء من تلك الشؤاطى الى مزارع سمكية عملاقة تنتج أسماك من النوع الفاخر والربيان مع الاستعانة بمهندسين من الصين وفيتنام من المختصين بالمزارع السمكية (مع مراعاة تدريب الكوادر السعودية للعمل فى تلك المزارع بعد أنتهاء فترة التدريب)
ومن المعروف ان الصين أصبحت العملاق العالمى فى تربية أسماك البلطى بالعالم وبلغ إنتاج الصين من المزارع السمكية 38 مليون طن فى 2011 وهى تمثل 6.61% من المزارع السمكية فى العالم لتسبق الهند الذى يصل إنتاجها من المزارع 32 مليون طن سنويا ومن الممكن وبقليل من الجهد ان تكون السعودية من الدول الرائدة فى المزارع السمكية بالعالم وإنتاج الاسماك في العالم بعد الصين والهند وفيتنام وبنجلادش
اترك تعليقاً