تعاملا رجلان ببعض الإهمال مع ملك الغابة، الذي يبدو أنه قرر في نفسه شيئًا ما، حينما غرس أسد ضخم أنيابه في فريسته بإحدى حدائق مدينة لاهور الباكستانية، لم يغب عن عينيه أو ذهنه، مشهد رجلين يجلسان على مسافة أمتار يلتقطان الصور بالكاميرا.

وعلى الرغم من أن أحدًا لم يشاهد المصور الباكستاني أحمد سعيد، 38 عامًا، أو صديقه الجنوب إفريقي، لكن شعر الجميع بهما عبر أصوات الحوار الهادئ التي ظلت تدور مع الكاميرا وهي تركز على وجه الأسد، ثم تلتقط مشهد الفريسة التي ترقد في خضوع الموتى لمن يحرك أنيابه وأظافره، ثم تعود الكاميرا لتبرز صورة الأنياب الضخمة وهي تهبط لتنغرس في اللحم.

وانطلق الأسد بسرعة مخيفة نحوهما، وعلى الرغم من إدراك المصورين ما سيقوم به، وعلى الرغم من السور الحديدي الذي يفصلهما عن الأسد، لكن انفجرت لحظة رعب من قلب الزئير والغبار، واهتزت الكاميرات حتى كادت تسقط مع القلوب التي انخلعت من أماكنها، ثم ثبت كل شيء وهدأ تمامًا.