عندما يجتمع إهمال الجهات المعنية مع إجرام عصابة من العمالة -السائبة والمجهولين- الذين لا هم لهم سوى جمع المال بأي وسيلة دون النظر إلى مشروعيتها فيكون الضحية ليس فقط المواطن ولكن أيضاً صحة الإنسان والبيئة والمنجز الحضاري الذي وفرته حكومتنا الرشيدة قبل أن يشوه عن عمد إما بواسطة موظف مقصر أو مجرم لا يجد من يردعه.

هذا باختصار هو حال مواطنين يقيمون في مخطط 3211 بشرق الرياض التابع لبلدية الروضة الذين رووا لـ ” صدى ” معاناتهم مع مجموعة من العمالة السائبة المشبوهة دأبت على تجميع الإطارات القديمة والمسروقة لحرقها واستخراج الأسلاك ثم بيعها في مدينة تجميع المعادن.

أحد المواطنين المتضررين قال ” إن هذه الجريمة التي تلوث البيئة وتضر بصحتنا وصحة أطفالنا تتم يوميا ليلاً نهاراً تحت سمع وبصر موظفي البلدية.
وأضاف ” لقد كرهنا وهجرنا استراحاتنا التي أنفقنا عليها مئات الآلاف بعد أن تحولنا لمرضى وهدفاً لهذه العصابات التي تبحث عن المال بأي وسيلة، إلى درجة أننا نخشى أن تستهدفنا بشكل أو بآخر “.
ويقول مواطن آخر ” لقد رفعنا شكوانا إلى عدة جهات والمؤسف أننا لم نجد أي تجاوب، ويزداد الوضع تفاقماً يوماً بعد يوم ولا يجد المجرمون من يردعهم، مما شجعهم على تكرار عملية إحراق الإطارات حتى في ساعات النهار حيث يداوم موظفو البلدية ولكن لا حياة لمن تنادي ولا مجيب على شكوانا المتكررة.

وبينما تملأ سحب أدخنة الإطارات سماء المخطط، تترك العمالة السائبة دون خوف من الملاحقة يكتفي مواطن بقوله ” لقد فكرت أكثر من مرة في بيع استراحتي للنجاة بأطفالي من أمراض الصدر القاتلة لكن من يشتري استراحة يخنقها كل هذا التلوث “.