قال الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، إن الحرية والمسئولية قيم إنسانية، فليس معنى الحرية أن تعمل برأيك، وتثقل على الناس، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحج بلا تشدد، فيجب أن نفهم الدين فهما صحيحًا لا مغالاة فيه.
وأضاف خالد في الحلقة الثامنة من برنامجه ” حجة الوداع ” المذاع على موقعه الرسمي وصفحته الرسمية على ” فيس بوك ” ، أن من أهم وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ” أيها الناس.. لا يجني الجاني إلا على نفسه.. ألا لا يجني الوالد على ولده.. ولا ولد على والده ” .
وأوضح أن النبي الكريم رسخ، لأهم القواعد التي يجب أن تسير عليها الإنسانية وقيمها ألا وهي ” الحرية والمسئولية ” فكل فرد مسئول عن أفعاله، ولن يحاسب أحد عن تصرفات الآخر.
وأشار إلى المبدأ الأخير في خطبة الوداع، إذ خاطب النبي الحجاج قائلاً: ” أيها الناس.. لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض.. فإني تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا.. كتاب الله وسنتي ” فليس معنى ” كفارًا ” أن يكفروا بالله، أي كفر اعتقاد، لكن كفر النعمة، وعدم شكر الله عليها.
وشدد ” خالد ” على أن رسول الله ختم خطبته الشهيرة الخالدة، بمبادئ هي ميثاق راسخ للإنسانية، وهي إعلان حقوق الإنسان، وثيقة عامة للإنسانية، الوحدة وعدم الصراع وعدم تكفير الناس.
وأوضح أن حجة النبي صل الله عليه وسلم كانت حجة بلا تشدد ولا مغالاة، فالدين يسر ولن يأخذ التدين بالمظاهر والتشدد، لافتًا إلى أن النبي الحبيب كان يعذر الناس، ومن كان يسأله في مسألة كان رده دومًا: ” افعل ولا حرج ” .
وأشار ” خالد ” إلى أن السيدة فاطمة الزهراء بعد أن تحللت من الإحرام بالعمرة دخل عليها زوجها علي بن أبي طالب، فرآها متكحلة وترتدي ملابس ملونة، فاستنكر عليها فقالت: ” أمرني أبي بذلك ” ، فذهب إلى النبي ليسأله فقال الحبيب: ” صدقت ” .
وتابع خالد: ” النبي صلى الله عليه وسلم، هون على أمته وألغى الصدام بين الدين والحياة، فلا تعصب ولا تشدد في الدين أبدًا، فمن مظاهر التيسير على الحجاج أن النبي يسر على المسلمين بعد المبيت في المزدلفة حتى لايشق عليهم، فالدين بعيد جدًا عن المتشددين المعقدين ” .
وأردف خالد قائلاً إنه ” صلى الله عليه وسلم هو من سن الفطر على المتواجدين بيوم عرفات حتى لا يتعسر أمر العبادة عليهم، وسنه لمن لايشهد هذا اليوم العظيم فإنه يكفر عامًا مضى وعامًا مقبل ” .
وأكد خالد، أنه ليس أحد أحب إليه العذر من الله، فسبحانه أباح الأعذار، واستغاض عنها رسول الله قائلاً: ” هلك المتشددون، فهو لن ينفر أحدًا من الدين ” ، فما غضب النبي من شيء كما غضب من المتشددين.
التعليقات
طيب
اترك تعليقاً