كشف المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الكرة الأرضية تقع، اليوم الاثنين، والكوكب الأزرق ” نبتون ” في أقرب نقطة بينهما خلال العام 2017، وإن غداً الثلاثاء يصل نبتون إلى التقابل، بحيث يكون بزاوية 180 درجة بالنسبة للشمس بسماء الأرض.
وأضاف زاهرة: ” يجب التوضيح أن وقوع نبتون في أقرب نقطة من الأرض هو بحسب المقاييس الفلكية، ولكنه لا يعني فعلياً أنه قريب، فنبتون الكوكب الثامن من حيث البُعد عن الشمس، ويبعد 29 مرة عن المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس “.
وتابع: ” ظاهرة تقابل نبتون تحدث في كل مرة تعبر الأرض ما بين الشمس ونبتون، وهذا ما سوف يحدث خلال بضعة أيام تالية، وفي التقابل يكون الكوكب الأزرق وجهه بالكامل مضاءً بنور الشمس، مقارنة بأي وقت آخر خلال السنة، ويكون مشاهداً طوال الليل، وهو أفضل وقت لرؤية وتصوير كوكب نبتون؛ حيث يشرق مع غروب الشمس، ويصل لأعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل، ويغرب مع شروق شمس اليوم التالي “.
وبيّن: ” من المعروف عادة عندما يكون كوكب من الكواكب الخارجية: المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، في التقابل مع الشمس يكون في قمة بريقه ولمعانه في سماء الأرض، ولكن هذا لا ينطبق على كوكب نبتون “.
وأوضح: ” حتى مع وقوع نبتون في التقابل؛ إلا أنه بسبب المسافة الشاسعة جداً التي تفصلنا عنه؛ فهو غير مشاهد من دون مساعدة بصرية، فهو الكوكب الوحيد بنظامنا الشمسي الذي لا يمكن مطلقاً رؤيته بالعين المجردة، فهذا الكوكب أخفت خمس مرات من أي نجم خافت يمكن رؤيته في سماء حالكة الظلمة، ولكن يمكن رؤيته من خلال المنظار الثنائي العينية، ومن التلسكوبات القوية سيظهر كنقطة زرقاء “.
واستطرد: ” كوكب نبتون اكتُشف حديثاً، فأول رصد له كان في 23 سبتمبر 1846م، وهو رابع أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، وأول كوكب يكتشف من خلال التوقعات الحسابية، وأكبر أقماره يسمى ترايتون اكتشف بعد 17 يوماً من اكتشاف الكوكب نفسه، وهو القمر الكبير الوحيد الذي يدور في اتجاه معاكس لدوران نبتون حول محوره، وللمقارنة يستغرق ضوء الشمس ليصل نبتون 4 ساعات في حين يصل الأرض في 8 دقائق فقط “.
واختتم: ” يكمل نبتون دورة واحدة حول الشمس في 165 سنة، ولكنه يستغرق أقل من 16 ساعة ليكمل دورة واحدة حول محوره، وقد تمت تسميته نسبة إلى إله البحار حسب الأساطير الرومانية، ويرجع السبب في لونه الأزرق لغزارة توفر الميثان في غلافه الجوي، وقد زاره المسبار ” فوياجر 2 ” في 25 أغسطس 1989م، ولم تزره بعد ذلك أي مركبة فضائية “.
يُذكر أنه خلال شهر سبتمبر الجاري، سيكون هناك خمسة كواكب يمكن رؤيتها أيضاً، وهي المشتري باتجاه الأفق الغربي بعد غروب الشمس، والزهرة وعطارد والمريخ بالأفق الشرقي قبل شروق الشمس، وزحل يرصد بالأفق الجنوبي بعد بداية الليل.
التعليقات
اترك تعليقاً