ولي ” دونالد ترامب ” اهتماماً خاصاً بالفحم، حيث أوقف العمل باللوائح التنظيمية المقوضة لاستخدامه، وألغى بعض الإعانات الفيدرالية لطاقات بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلاً عن نمو السيارات الكهربائية.
ذكرتقرير لـ شبكة ” بلومبرج ” الأمريكية رؤيتها حول أن شركات مناجم الفحم لديها وجود فرص لإضافة مزيد من الوظائف في هذه الصناعة حيث يتوقع المنتجون زيادة استخدامه معلنين بذلك عودة عصر الفحم .
لم يتوقف العمل بسبب الإجراءات التنظيمية والليبراليين بل بسبب الرأسمالية والتكنولوجيا، فإلغاء الإعانات المقدمة للبدائل النظيفة لن يجبرها إلا على أن تصبح أكثر كفاءة مما يزيد من إضعاف الطلب على الفحم.
كان الفحم مهيمناً لفترة طويلة لأسباب كثيرة بسبب رخص ثمنه ووفرته واستقرار سعره، كما يمكن بسهولة إنتاج الحرارة والضوء والكهرباء منه، ولثلاثة قرون اعتبر الفحم مصدر الطاقة الرئيسي للصناعة والنقل.
أدى ارتفاع سعر النفط والغاز الطبيعي إلى زيادة التدقيق في تكاليف استخدام الفحم المسبب الرئيسي لمجموعة متنوعة من الملوثات الضارة، فضلاً عن عدم كفاءته في مختلف الاستخدامات.
على الرغم من كل ذلك، أنتجت معظم الكهرباء في الولايات المتحدة لفترة طويلة من الفحم، إلا أنه انخفض إلى حوالى 30% العام الماضي ومع احتساب حجم استخدامه في العام المقبل سيمثل الفحم بالكاد ربع الإنتاج الكهربائي.
انخفضت انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون بمقادير قياسية مع انخفاض استهلاك الفحم، وفقاً لوزارة الطاقة الأمريكية.
هناك سببان على الأقل يجعلان دعم ” ترامب ” للفحم على حساب البدائل النظيفة في غير محله، فمصادر الطاقة النظيفة حققت بالفعل انتشارًا كبيرًا كما أنها أصبحت مقبولة عالمياً.
يخشى جميع صانعي السيارات وخاصة صانعة السيارات الكهربائية ” تسلا ” من تغير التوجه العام الذي جعلهم يبذلون جهداً كبيراً لإنتاج المزيد من السيارات الهجينة والكهربائية.
تخطط ” جنرال موتورز ” لامتلاك 20 سيارة كهربائية بالكامل في السوق بحلول عام 2023، وتتوقع ” فولكس فاجن ” إنفاق 81 مليار دولار لتطوير إصدارات كهربائية لجميع موديلاتها بحلول عام 2030.
باعت ” تويوتا موتور” بالفعل 10 ملايين سيارة هجينة، كما باعت ما يقرب من 4 ملايين سيارة ” بريوس ” الهجينة، وستبدأ ” فولفو ” التخلص التدريجي من السيارات العاملة بالغاز فقط في عام 2019.
أنفقت الشركات أموالاً طائلة على البحث العلمي لتطوير المركبات الكهربائية وهو ما ستكمله الشركات حتى مع بقاء الضريبة الفيدرالية.
تراجع استخدام الفحم ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في الصين أيضاً أكبر مستهلك في العالم حيث تعهدت بتخفيضات أكبر في استخدام الفحم للتغلب على مشكلة الضباب الدخاني.
تنخفض تكاليف توليد الكهرباء الخالي من الانبعاثات مع ارتفاع كفاءتها، وذكرت وزارة الطاقة الأمريكية أنه في الربع الأول شكلت الطاقة المولدة من الرياح والشمس للمرة الأولى 10% من إجمالي توليد الكهرباء في أمريكا.
قفزت الصين قبل الولايات المتحدة في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، حيث توظف 10 أضعاف عدد العاملين في هذا القطاع مقارنة بالولايات المتحدة، ويشير تقرير بحثي إلى أن الصين ستستثمر ما يصل إلى 780 مليار دولار في الطاقة البديلة بحلول عام 2030.
كل ذلك يشير إلى أن جميع مجهودات ” ترامب ” أو أي شخص آخر لن تنجح في إعادة استخدام الفحم مرة أخرى بعد ازدهار استخدام البدائل المتنوعة من مصادر الطاقة النظيفة.
التعليقات
اترك تعليقاً