يعد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل نافذة على الموروث الثقافي السعودي، فضلاً عن كونه بوابة اقتصادية نحو مصادر استثمارية متنوعة، حيث أنه يعد فرصة استراتيجية استثمارية لتعزيز الاقتصادي الوطني، وفتح مجالات مهمة أمام شباب وشابات الوطن من خلال الفرص الوظيفية المتاحة، إضافة إلى أهميته الثقافية والترفيهية التي تتمثل في الفعاليات المختلفة والمتعددة في القرية الشعبية المقامة في الصياهد الجنوبية – شرق الرياض -.
وتعد فعاليات المهرجان التي تنتهي بنهاية يناير الجاري فرصة استراتيجية لجذب سياح الداخل والخارج، وكذلك تحسين بيئة العمل لأصحاب النشاط التجاري المشاركين، حيث يستهدف المهرجان جميع شرائح المجتمع بما فيها الأسرة والطفل وكبار السن من خلال فعالياته المتنوعة والمختلفة، كخيمة فنون الرمال، أنواع الإبل ونوادرها، الرسم الزخرفي للإبل، القبة البانورامية، خيمة العرضة السعودية، ومسرح حوير.
ويأمل الكاتب الصحفي إبراهيم باحاذق ـ كاتب اقتصادي ـ أن ترتبط الفعاليات الشعبية بالإرث الحضاري للمملكة، كونها تسهم في تنشيط السياحة الداخلية المستدامة، ويمكن أن يتم مأسسة هذا القطاع الحيوي من خلال منح التراخيص لمزادات الابل وتنظيم الرحلات البرية (رحلات السفاري) للقادمين من خارج المملكة إضافة إلى الراغبين في تلك الرحلات من المواطنين أو المقيمين، حيث يمكن للسواح التعرف على حياة الصحراء وركوب الابل وشرب حليبها وأكل لحومها.
ويؤكد باحاذق أهمية الاستثمار في اقتصاديات البادية ومنها الفعاليات ذات الارتباط بالإبل، وذلك لعدة عوامل، منها إبراز الوجه الحضاري للمملكة وتعظيم الاستفادة من الاقتصاديات المتنوعة، وبالذات فيما يتعلق بقطاع السياحة الداخلية النوعية، مشيراً إلى أن يعد عنصراً حقيقياً في تنشيط أداء القطاع الخاص من جهة، وزيادة فرص العمل وتنشيط مبيعات الأفراد في القطاع.
من جهته، أوضح عايض العبدالله – صحافي متخصص في اقتصاديات الإبل – أن مهرجان الملك عبدالعزيز للابل يهدف بشكل مباشر إلى جذب سياح الداخل والخارج من خلال الفعاليات المتنوعة لتعزيز الاقتصاد المحلي، كما أنه يوفر بيئة استثمارية مميزة عبر طرح استثمارات وشراكات تجارية من شأنها رفع الناتج المحلي وتوفير وظائف رجالية ونسائية مناسبة.
وبين العبدالله أن للإبل قيمة حضارية وتاريخية في اقتصاد الجزيرة العربية عبر التاريخ لدى العرب، والمهرجان فرصة مميزة لإبراز دورها الاقتصادي والحضاري للجيل الحالي، كما أنه فرصة لجذب سياح الخارج، وتمثل ذلك في الأعداد الكبيرة من الوفود الأجنبية التي حرصت على قطعت مسافة 140 كيلو متر شرق الرياض، لزيارة المهرجان والاستمتاع بأجوائه الرائعة، والإبحار في فعالياته المتعددة والمتنوعة.
وأكد العبد الله أن المهرجان بوابة اقتصادية مهمة من خلال المناشط التجارية التي تقوم على هامشه، كمزاد الإبل، وسوق الدهناء التجاري، والأسر المنتجة، والأسواق الشعبية، وعربات الفود ترك، وغيرها، ما أسهم في زيادة دخل المهتمين بهذه المناشط التجارية خلال فترة المهرجان التي امتدت لأكثر من شهر. لافتا إلى أن أهمية المهرجان تكمن في أنه رسالة نحو العالم مضمونها الثقافة السعودية والموروث الأصيل والاقتصاد المتجدد والمتين، ودعوة للتعرف على الكثير عن المملكة العربية السعودية عن قرب.
من جهته أوضح الدكتور سالم باعجاجة ـ محلل وخبير اقتصادي ـ أن مهرجان الملك عبد العزيز للأبل من المهرجانات الكبيرة التي تلعب دوراً هاماً في تحرك النشاط الاقتصادي في المملكة وخاصة الاسر المنتجة وما تصنعه تلك الاسر من سلع يدر عليهم دخل جيد مما يؤثر على الحركة الاقتصادية بصفه عامه وجذب الكثير من رواد المهرجان، ليكون وجهة سياحية قادمة لسياح العالم، من خلال التنوع الحاصل في الفعاليات المصاحبة والفقرات الشعبية المتعددة.
وقال الدكتور باعجاجة إن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل يحتاج إلى تثقيف الجمهور بأهمية تلك المهرجانات ودورها في زيادة دخل الاسر المنتجة وتنشيط الحركة الاقتصادية مما يعود بالمنفعة لزيادة الدخل القومي، مشيراً إلى أن ذلك ينعكس بالدرجة الأولى على الاقتصاد الفردي، ما يساهم في ازدهار الاقتصاد المحلي وتدويره داخليا، لذا لابد لزيادة الحركة الاقتصادية في الباديه العمل على توعية المواطنين والمقيمين لحضور تلك المهرجانات ودعوتهم ببطاقات حتى يحرصوا على الحضور.
التعليقات
اترك تعليقاً