رغم ما عرف عنه بفروسيته وكرمه إلا أن الشاعر أبو الطيب المتنبي كان يتصف بالجبن في الواقع، وأيضا كان يمدح الكرم وهو يتصف بالبخل.

ووردت رواية تدل عن إهانته نفسه وهو يحصي النقود وينشغل عن ضيوفه، الأمر الذي جعل صورته تهتز، وهو بهذا الحرص على إيجاد درهم سقط بين ثنايا حصير، فقيل له: ” أما يكفيك ما في هذه الأكياس (من مال) حتى أدميت إصبعك لأجل هذه القطعة؟ ” .

وكذلك عندما قام سيف الدولة الحمداني، برمي بعض عطاياه على الغلمان وزاحمهم المتنبي ، فغمزهم عليه سيف الدولة، فداسوه وركبوه وصارت عمامته في رقبته، فاستحى!”. فقيل عنه، وقتها، أمام سيف الدولة: “يتعاظم تلك العظمة، وينزل إلى هذه المنزلة، لولا حماقته؟!”.

ونقل عن المتنبي، أنه كان يوهم العامّة ويتحايل عليهم لإقناعهم بمقدرات غير عادية لديه، الأمر الذي حدا بأحد مصنّفي الأدب، لاتهام المتنبي بقتل كلب مسكين، عبر دس السم في طعامه، ليوهم شخصاً بأنه يمتلك مزايا معرفة القادم من الأيام.

وذكرت الرواية، إن أبا الطيب كان في اللاذقية وكان بصحبته رجلٌ ، فلقيهما كلبٌ ألحّ في النباح عليهما، ثم انصرف.
فقال المتنبي للرجل الذي كان معه: إنك ستجد الكلب قد مات!.

ولمّا عاد الرجل في وقت لاحق، فإذا به يرى الكلب ميتاً، فعلاً. فيعلّق الصبح المتنبي على الحادثة بقوله: لا يمتنع أن يكون أعد له شيئاً من المطاعم مسموماً وألقاه، وهو يخفي عن صاحبه ما فعل!.

وكشفت رواية أخرى ذعر المتنبي وخوفه، عندما كان يسوق فرسه، وإذ بطرف عمامته يعلق بغصن إحدى الأشجار في الطريق. فانتابه هلعٌ شديد، بعدما ظنّ أن الروم قد أمسكت به، خصوصاً أنه كلما جرى بفرسه، كانت عمامته تنتشر! فأخذ المتنبي يصيح: “الأمان، يا علج! “.