أصبحت الأزمات المتتالية التي يتعرض لها تنظيم كأس العالم قطر 2022، كتلة جاسمة أمام الأتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، وقد ينتج عنها سحب المونديال من دولة قطر.

وجاءت مشكلة سلامة العاملين في المنشآت القطرية التي تحاول قطر إنجازها لاستقبال المونديال، في الصدارة مرة أخرى بعد ثبوت دفع قطر رشاوى إلى بعض مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم.

ورغم المواثيق الدولية الكثيرة للمحافظة على حياة العمال، مثل المبادئ التوجيهية بشأن نظم إدارة السلامة والصحة المهنيتين، والتي أصدرتها منظمة العمل الدولية كتشريع عالمي للحد من وفيات العمال في 2001، إلا أن آلاف العمال لازالوا يقضون نحبهم كل يوم.
ورغم أن معظم دول العالم صادقت على المبادئ التوجيهية، وأكدت التزامها بها، فإن الأمر مختلف في قطر، حيث يعمل الآلاف من العمال الآسيويين في ظروف قاسية جدا لإنجاز منشآت مونديال 2022، في بيئة عمل صعبة وأجور متدنية، الأمر الذي أدى إلى وفاة ما يزيد عن الـ1500 عامل في منشآت الدوحة لكأس العالم.
وكان تقرير نشرته شبكة “اي اس بي إن” الرياضية حول أوضاع العمال الذين يشاركون في بناء الملاعب في قطر، أفاد بأن بعض العمال عملوا على مدار 148 يوما دون انقطاع.
وذكرت شركة “امباكت” للاستشارات ومقرها لندن خلال التقرير أن ساعات العمل الطويلة لا تزال تمثل مشكلة للعديد من العمال (18,500 ألف عامل) في المشاريع التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع، والإرث القطرية المشرفة على تنظيم كأس العالم.
وإذا ما قارنا وفيات الدوحة مع إحصاءات ضحايا 6 مناسبات رياضية عالمية من العمال، سنقف على المفارقة التي تجعل تعريف “حوادث عمل”، أمرا صغيرا على مجزرة الحكومة القطرية التي يكاد عدد ضحاياها يضاهي أعداد من قضوا على يد الجماعات الإرهابية الممولة من “تنظيم الحمدين” الحاكم في الإمارة الصغيرة.

فملاعب الموت في الدوحة التي يطمح قادتها لاستضافة كأس العالم على جثث البسطاء من عمال العالم، ترسل مع صباح كل يوم جديد تابوتا إلى أم ثكلى في بنجلاديش، أو الهند أو باكستان وغيرها من دول العالم، مع رسالة أخرى للضمير العالمي، بأن أطماع “الحمدين” في بناء مجد زائف لن تتوقف حتى جثة آخر عامل أجنبي.

ويعمل العمال في منشآت كأس العالم في قطر أكثر من 72 ساعة إضافية في الأسبوع دون أن يتقاضوا أجرا إضافيا، كما لا تتقيد السلطات القطرية بموجهات السلامة العالمية لتجبر الآلاف على العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، عبر شروط تقترب من نظام العمل بـ” السخرة ”.