ثمن فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود (بالرياض)، ومفسر الأحلام المعروف صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأنها ترجمة لاستمرار جهود الدولة – أيدها الله – في عنايتها بهذه الأماكن المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن، كما أن إنشاء الهيئة سيسرع في عملية التطوير والتجديد التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وسيكون ذلك مواكبة لتطلعات القيادة الرشيدة، وأهداف رؤية المملكة التي تسعى لزيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليوناً في السنة بحلول عام 2030.
وقال الدكتور محمد الرومي، أنه ليحق لنا أن نفخر ونتباهى بالمنجزات الكبيرة التي تحققها حكومتنا الرشيدة في خدمة الحرمين الشريفين لراحة ضيوف الرحمن، ويلمسها كل زائر لمكة المكرمة والمدينة المنورة في كل زيارة يقوم بها للمدينتين المقدستين، وفي شهر رمضان المبارك يلمس الزائرون عن كثب ما بذل ويبذل من أعمال عظيمة تسر وتفرح كل مسلم في شتى أنحاء العالم.
حيث يتم توفير كافة الخدمات المتنوعة، والطاقات البشرية، والتجهيزات الخدمية من مأكل ومشرب ورعاية طبية وأمنية لكل وافد لبلاد الحرمين الشريفين، مشيراً إلى إن المملكة ومنذ تأسيسها على يد الإمام الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مروراً بأبنائه البررة ـ رحمهم الله ـ وحتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لم تألوا جهداً طوال تاريخها في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وصرفت مليارات الريالات وبكل سخاء لا ترتجي إلا رضى الله سبحانه وتعالى ثم خدمة الإسلام والمسلمين، وأن ما قدّمته حكومتنا الرشيدة ولا تزال يفوق الوصف ويحتاج إلى مجلدات لرصد حجم هذه المنجزات التي تفرح قلوب المسلمين ويلمسونها عن قرب عند زيارتهم لبلاد الحرمين الشريفين.
داعياً المولى ـ عز وجل ـ أن يحفظ بلادنا وأن ينعم عليها نعمة الأمن والرخاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأن ينصر جنودنا المرابطين على الحدود على أعدائهم، ورجال أمننا على الغلاة وخوارج العصر.
وأكّد الدكتور محمد الرومي على أهمية قيام ليلة سبع وعشرين من رمضان، وإنها من أرجى الليالي التي يرجى أن تكون ليلة القدر، ولوجود رؤى تشير إليها، لا يعتمد عليها ولكن يستأنس بها.
وقد كان من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم الاستماع إلى رؤى أصحابه في ليلة القدر، وعلى هذا المنهج سار شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في الفتاوى 25/286 وغيره من علماء الإسلام، وقد نقل الثقات أن معبر الرؤى المعروف د. محمد الرومي كان يوصي الناس بقيام ليلة السابع والعشرين وباقي الليالي فإن لله عتقاء من النار كل ليلة.كما ثبت انه سبحانه يعتق آخر ليلة مثل ما اعتق طوال الشهر فمن قصر فيما فات فليدرك مابقى جعلنا الله وإياكم من عتقائه من النار،ومما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بالفتاوى عن ليلة القدر (وقد يراها بالمنام ).
وقد ذكر بعضُ أهل العلم لليلة القدر علامات يستدل بها عليها، ومما قاله ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي، منها:
1-في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها، وفي رواية لأحمد من حديثه مثل الطست، ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن بن مسعود وزاد صافية ومن حديث بن عباس نحوه.
2-ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة.
3-ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً أنها صافية بلجة منيرة كأن فيها قمراً ساطعاً ساكنةً صاحيةً لا حر فيها ولا برد ولا يحل لكوكب يرمي به فيها ومن إماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ.
4-وله من حديث جابر بن سمرة مرفوعا ليلة القدر ليلة مطر وريح.
5-ومن طريق قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا وأن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ” فقيل له (أبي بن كعب): بأي شيء علمت ذلك؟ فقال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطست لا شعاع لها، فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، من أشهر العلامات في الحديث، وقد روي في علاماتها أنها ليلة بلجة منيرة وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد، وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له: هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر، والله تعالى أعلم ” . (مجموع الفتاوى) !.
ودعا د.الرومي المولى عز وجل أن يجعلنا ممن يدرك قيام ليلة القدر ويقومها إيمانا واحتسابا ويفوز بها لعظيم الأجر والعتق من النار ووالدينا وازواجنا وذرياتنا وإخواننا وأخواتنا وولاة أمرنا والمسلمين أجمعين.
وذكر الرومي بما ثبت عن أم المؤمنين حين سألت الرسول صلى الله عليه وسلم إن ادركتها فماذا أقول قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. وبأهمية ختام أي دعاء بالصلاة والسلام على نبينا محمد حتى يرفع الدعاء كما ثبت بالحديث الصحيح.
التعليقات
اترك تعليقاً