عد الناقد الدكتور/ نايف الرشدان، أن الشطب على أي نص أدبي والتعديل فيه لبنة أساسية لنجاح المبدع في ممارسة النقد الداخلي على نصه وتحكمه فيه وعد تمزيق الورقة عملا صحيا لإكمال العمل الأدبي وقد قدم الدكتور ” الرشدان ” واحدة من أغرب وأجمل المحاضرات على الإطلاق حيث خالف كثيرا من النظرات التي تحمل صرامة في التعامل مع النص الأدبي وقد أشاد الحاضرون بالفكرة التي من خلالها رأى “الرشدان” أن العمل الأدبي والنتاج التعبيري فيه فرص متعددة للموهوبين وغير الموهوبين.
لقد قدم د . نايف رؤية حديثة ومفاجأة على مدار الأعمال المنبرية والندوات والمحاضرات والأطروحات الفنية والأدبية. ودعا الرشدان الجميع – في محاضرته التي ألقاها على منبر المحاضرات في المركز الحضاري ضمن فعاليات النماص الثقافية – أن يتلمسوا مواهبهم في جميع أشكال الكتابة فإن لم يجدوا ففي الأشكال الفنية من تصوير أو رسم أو نحت فإن لم تكن لهم فرصة فعبر ما أسماه بالخطاب المغلف أو الخفي وهو الصمت المعبر والمؤثر لأنه يعد التأمل درجة مهمة من درجات التعبير بل هي أساس أي عمل إنتاجي وقد قسم حقول الأدب إلى عدد من الفنون فبالإضافة إلى الشعر والقصة هناك الخاطرة والنقد والرسم والتشكيل والتصوير وصياغة السؤال وفلسفة الإجابات وتكثيف النص وفهم الدلالات وتطوير الفكرة وصناعة العناوين ورأى أن عملية التدبر تبتديء من السير ثم النظر ثم التفكر ثم التأمل منطلقا من الآية القرانية ” قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ” وجعل التدبر خلاصة ماسبق وفي الصلاة أضاف شيئا آخر حيث جعل الخشوع خاتمة التدبر كانت المحاضرة مشعة بالأمل إذ أعادة الروح لمن يرغب أن يكون ذا قدرة تعبيرية أوتصويرية أو تفكرية حيث أولى مستويات التلقي أهمية كبرى وذكر بأنها تنطوي على كثير من صور الإبداع مابين الخلق والاختزال والمجاورة والمجاوزة. امتدح الحضور فكرة المحاضر الدكتور “الرشدان” ومنهم من عدها فتحا جديدا في عوالم الإبداع الثقافي من آداب وفنون وقد أثنى الأستاذ/ عارف الشهري، كثيرا على هذا النوع من الطرح وطالب المحاضر بتكرار التجربة وذكر الشهري المحاضرة وعنوانها وطرحها كفيل بإحداث الإثارة والتأثير. وأبدى الفنان التشكيلي عبدالقادر العبيدان إعجابه بهذه التنوع المذهل وقدرة المحاضر على الربط بين موضوعات معقدة دون أن تشعر بأي خلل أو اضطراب. وامتدح حسن اختيار المحاضر للوحات الفنية حيث لوحة الفنان ” عوض الشهري ” والفنانة “نادية الشهري”و”عائشة عسيري” فيما طالب الدكتور/ علي العمري، والدكتور/ صالح الشهري، بضرورة وضع هذه المادة موضوعات لمنهج جديد يستفيد منه الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات وكل من له صلة بالتعبير الفني والكتابة الأدبية ودراسة اللغة العربية. ثم ذكر المحاضر في آخر محاضرته صورا تطبيقية على الحقول التي بدأ بالتنظير لها ووقف كثيرا عند سورة يوسف.
حيث أشار من خلال التأمل إلى عدد من الدلالا ت الجديدة التي لم تذكرها كتب المفسرين وقد أذهلت الحضور الذين عدوا هذه المحاضرة من أهم الدروس والمحاضرات التي حضروها في العلم والأدب والمعرفة عموما حيث عد الكاتب عبدالله الخشرمي أن هذه المحاضرة تعيد الحياة من جديد لكل من أراد ان يكون مبدعا وأشار الى أنها من المحاضرات العجيبة كثيفة الفائدة بينما رأى طالب الدكتوراة علي العجلان أن النقد بمثل هذه الصورة سيخدم الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقني وطالب الشيخ / حسن بن حمود الشهري، بأن تكون هناك دورات تدريبية وورش عمل لتقديم هذه المحاضرة للدارسين وللجميع كبارا وصغارا. وقدم الرشدان في نهاية المحاضرة صورا موجزة من كيفية قراءة اللوحات الفنية والتصوير الفوتوغرافي ومحاولة استيعاب ورصد دلالاتها كما عرض نماذج باهرة ومميزة من المواقف لعدد من المقولات المعبرة والمؤثرة وتدريبات على كيفية وضع السؤال وإعداد الجواب.
التعليقات
اترك تعليقاً