قد نلاحظ أحياناً وجود عدد من سيارات الكروس أوفر متوسطة الحجم من شركات مختلفة، ورغم ذلك إلا أنها تبدو متشابهة للغاية، ويرجع هذا بشكل أساسي إلى كفاءة الديناميكا الهوائية، وعند التفكير في هذا اﻷمر ملياً، سوف نتساءل، كيف تبدو السيارات مختلفة في المقام اﻷول؟

هناك صراع دائم بين مصممي السيارات ومهندسي الديناميكيات الهوائية، فعلى الرغم من اتفاقهم على أن التصميم الجيد لا يجب أن يقلل من كفاءة الديناميكا الهوائية، ولكن أي شكل تتبناه السيارة غير التصميم اﻹنسيابي المدبب للأمام، يؤدي لخفض مستويات الكفاءة بما يؤدي لرفع استهلاك الوقود أو الكهرباء أثناء القيادة، ولهذا، يعمل مهندسو الديناميكا الهوائية على جعل السيارات مميزة ظاهرياً، إلا أنها متطابقة من حيث اﻹنسيابية الهوائية.

تعمل بعض الشركات مثل جاكوار على تصميم سياراتها الكهربائية مثل I-Pace مع شبك أمامي منقسم لنصفين، حيث تكون فائدة النصف اﻷول تحويل بعض الهواء إلى نظام تبريد البطارية، بينما يقوم النصف الثاني بعمل مسار لتمرير الهواء فوق الزجاجي اﻷمامي نحو السقف ليترك السيارة عند الجناح الخلفي، ما يؤدي لتقليل الاضطرابات أثناء القيادة.

بحث وتطوير الديناميكا الهوائية

تقوم جنرال موتورز باختبار الديناميكا الهوائية للسيارات عبر تشغيل مروحة بقوة 1,100 حصان باتجاه نسخ بحجم 40% من السيارات الحقيقية، كما يظهر في هذه الصورة لبيك أب شفروليه سلفرادو، وهذا هو ما يُدعى بالنفق الهوائي، حيث يحدد الاختبار مدى الكفاءة الديناميكا الهوائية للبيك أب، وهو ما يتم تمثيله عبر اﻷلسنة الدخانية التي توضح سلاسة مقدمة السيارة، إلا أن الاضطرابات تحدث بسبب الجزء الخلفي منها إضافة للجزء السفلي، وهو السبب خلف تصميم أنظمة تعليق لتعديل الارتفاع من أجل تقليل الهواء المنساب أسفل البيك أب.

كما تستخدم جنرال موتورز أيضاً أجهزة كمبيوتر عملاقة لعمل محاكاة ديناميكية للسوائل التي تساعد نتائجها على إرشاد المهندسين نحو المشكلات التي لا تظهر بالنفق الهوائي.

تقنيات دون تضحيات

هذا وقد أدت التطورات في تقنيات الديناميكا الهوائية المتكيفة إلى وجود أجنحة وفواصل متحركة تزيد من القوة المثبطة ومعامل السحب، ما يعني أن مصممي السيارات سيكونوا أكثر حرية في المستقبل لاختيار تصميماتهم، كي نرى سيارات أكثر تفرداً واختلافاً فيما بينها، دون التضحية بالديناميكية الهوائية المثلى لهذه السيارات المستقبلية.