قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابو زاهرة أن سماء مكة المكرمة تشهد يوم الثلاثاء 23 رمضان الموافق 28 مايو 2019 وقوع الشمس مباشرة فوق الكعبة المشرفة في ظاهرة تسمى التعامد وهو الأول من إثنين هذه السنة.
ففي هذا اليوم وقت الظهر بالمسجد الحرام الساعة 12:18 ظهراً بالتوقيت المحلي (9:18 صباحاً بتوقيت غرينتش) تقترب الشمس من سمت مكة ظاهريا عندها يختفي ظل الكعبة المشرفة تماماً ويصبح ظل الزوال صفراً.
ظاهرة تعامد الشمس تحدث نتيجة لموقع الكعبة المشرفة ما بين خط الاستواء ومدار السرطان فأثناء الحركة الظاهرية للشمس عبر قبة السماء تصبح على استقامة مع الكعبة أثناء انتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان خلال شهر مايو ، و عند عودة الشمس جنوبا إلى خط الاستواء قادمة من مدار السرطان في شهر يوليو.
لذلك فالمناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً وجنوباً كلها تشهد هذا الحدث مرتين في السنة ولكن بأوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان، وتتصف به أماكن قليلة من الكرة الأرضية وهي المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
وتعتبر ظاهرة التعامد من الطرق الفلكية القديمة التي استخدمت في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة لا تقل في دقتها عن تطبيقات الهواتف الذكية.
ويمكن اختبار طريقة التعامد لتحديد اتجاه القبلة لكافة القاطنين في المناطق البعيدة عن مكة في السعودية والدول العربية والمناطق المجاورة للقطب الشمالي و إفريقيا وأوروبا والصين وروسيا وشرق آسيا فعلى سبيل المثال عند وضع قطعة من “الخشب” منتصبة بشكل عمودي على سطح الأرض عند وقت التعامد فإن الاتجاه المعاكس للظل يشير نحو الكعبة المشرفة.
وأيضا تستخدم ظاهرة التعامد في حساب محيط الكرة الأرضية بدون أي مساعدة من التكنولوجيا الحديثة وذلك باستخدام بعض القواعد البسيطة في علم الهندسة.
فمن خلال قياس زاوية ظل قطعة مغروسة بشكل عمودي في الأرض وقت التعامد في أية مدينة وبمعرفة المسافة بين مكة المكرمة وتلك المدينة وبعملية حسابية بسيطة سنحصل على محيط الأرض، وهي طريقة قديمة تعود إلى أكثر من 2.200 سنة وهي تدل أيضاً على كروية الأرض.
التعليقات
اترك تعليقاً